تكبير الخط تصغير الخط

أعلنت مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الأحد، عن توقف نحو 75% من إجمالي مركباتها عن العمل في جميع محافظات القطاع، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، ما يُنذر بكارثة إنسانية في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف واستهداف المناطق السكنية.

نقص الوقود يُعطّل مهام الإنقاذ والإغاثة

وفي تصريح صحفي، أوضحت المديرية أن وتيرة عمليات القصف الإسرائيلي في تزايد ملحوظ، إلى جانب الاستهداف المباشر للمنازل السكنية، وهو ما أدى إلى عجز طواقم الدفاع المدني عن تلبية نداءات الاستغاثة من المواطنين، بسبب شح الإمكانيات، وعلى رأسها الوقود، معدات الإنقاذ الثقيلة، قطع الغيار، ومستلزمات صيانة المركبات.

الاحتلال يمنع دخول الوقود والخدمات مهددة بالتوقف التام

وأكدت المديرية أن أزمة الوقود لا تزال قائمة وتتفاقم يوميًا، نتيجة استمرار منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إدخال الكميات اللازمة، حتى بالحد الأدنى، لتشغيل آليات ومركبات الدفاع المدني، مما يُهدد استمرار الخدمات الإنسانية الأساسية في القطاع.

وأضافت المديرية في تحذير خطير: "خلال الـ72 ساعة القادمة سنكون أمام توقف كامل في خدمات مركباتنا، وستكون طواقمنا عاجزة عن القيام بمهامها الإنسانية، إذا لم تصل كميات وقود كافية لتشغيل المركبات".

العدوان والحصار يشلّ الخدمات الأساسية

تأتي هذه الأزمة في ظل استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، وذلك بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن الاحتلال خرق الاتفاق طيلة فترة التهدئة.

وأدى استمرار العدوان إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية، وتهجير جماعي للسكان، وتدمير واسع للمنازل والمنشآت الحيوية، بما في ذلك مرافق الإسعاف والدفاع المدني، التي تُعد شريان حياة في ظل الكوارث.

173 ألف شهيد وجريح ومخاوف من فقدان مزيد من الأرواح

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي وأوروبي، تنفيذ إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، في ظل عجز المنظومة الصحية والدفاع المدني عن تلبية حجم الكارثة.

دعوات عاجلة لتوفير الوقود وإنقاذ ما يمكن إنقاذه

وفي ظل هذا الوضع الخطير، ناشدت مديرية الدفاع المدني الجهات الدولية والإنسانية بضرورة التدخل الفوري لتأمين الوقود والمعدات اللازمة، مؤكدة أن استمرار الحصار ومنع دخول المواد الحيوية سيتسبب في انهيار كامل للمنظومة الإنسانية والإغاثية في القطاع، ويُضاعف من أعداد الضحايا.