غزة تختنق.. والعالم مطالب بالتحرك

تحذير أممي: أطفال غزة يموتون جوعًا والكارثة الصحية تتفاقم

profile
  • clock 31 مايو 2025, 5:27:47 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

 

الجوع يقتل أطفال غزة.. وتحذير دولي من تفاقم المجاعة

أكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، أن أطفال غزة يموتون جوعًا نتيجة المجاعة التي وصلت إلى مستويات كارثية بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع منذ أشهر. وفي تصريحات لوكالة الأناضول، شددت بلخي على أن الوفيات لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تطال الكبار أيضًا، بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء.

بنية تحتية منهارة وبيئة صحية مدمرة

كشفت بلخي أن البنية التحتية الصحية في قطاع غزة مدمرة بالكامل، وأن السكان يعيشون في بيئة صحية شديدة التدهور، حيث تغيب أبسط مقومات النظافة، ما يزيد من انتشار الأمراض والأوبئة. وأشارت إلى أن ما تبقى من أنظمة الرعاية الصحية يعاني من انهيار شبه تام، إذ لا تعمل إلا عدد قليل من المستشفيات، وبخدمات محدودة للغاية، وسط نقص كارثي في الموارد الأساسية.

أرقام صادمة: أدوية ومعدات نفدت بالكامل

بحسب بلخي، فإن 41 إلى 42% من الأدوية الأساسية، و41 إلى 42% من اللقاحات، قد نفدت تمامًا من مخازن القطاع. كما أن 64% من المعدات الطبية لم تعد متوفرة، مما يُفاقم معاناة المرضى ويجعل من تقديم العلاج شبه مستحيل في كثير من الحالات.

كوادر طبية صامدة رغم غياب الإمكانات

ورغم الظروف الكارثية، أكدت المسؤولة الأممية أن هناك كوادر طبية صامدة في غزة تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح بما توفر لها من إمكانيات بسيطة. وأضافت أن القطاع يواجه انتشارًا متزايدًا لأمراض الطفح الجلدي، والالتهاب الرئوي، والالتهابات المتعددة، واضطرابات ما بعد الصدمة، وسط نظام صحي عاجز عن الاستجابة.

مساعدات عالقة على الحدود.. والاحتلال يعرقل الإغاثة

أشارت بلخي إلى أن منظمة الصحة العالمية تواجه صعوبة كبيرة في إيصال المساعدات إلى داخل غزة، موضحة أن نحو 51 شاحنة مساعدات طبية وإنسانية تقف حاليًا عند الحدود دون السماح لها بالدخول، في وقتٍ لا تكفي فيه الكميات القليلة التي وصلت لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.

وأضافت: "الناس يموتون جوعًا، هذا واضح تمامًا. عندما لا يجد الناس طعامًا أو دواءً، فإنهم يتضورون جوعًا حتى الموت".

سياسة تجويع ممنهجة تهدف للتهجير القسري

منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهجة لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر بالكامل، ما تسبب في إدخال القطاع في مرحلة مجاعة شاملة أودت بحياة العشرات، خاصة الأطفال.

وفي إطار محاولاتها لتفريغ شمال القطاع من سكانه، استبعدت إسرائيل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" – المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا والمرفوضة أمميًا – بتوزيع كميات ضئيلة من المساعدات في مناطق محددة، في محاولة للضغط على الأهالي للنزوح جنوبًا.

انهيار توزيع المساعدات وسقوط ضحايا

لكن ومع احتدام المجاعة واليأس الشعبي، اقتحم فلسطينيون يائسون مراكز توزيع تابعة للمؤسسة في الأيام الأخيرة، ما دفع جيش الاحتلال لإطلاق النار وقتل 3 فلسطينيين وإصابة 46 آخرين، لتُعلن المؤسسة لاحقًا إيقاف أنشطتها مؤقتًا.

حرب إبادة مستمرة منذ أكتوبر

منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا وصفها المراقبون بأنها إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، تشمل القتل، والتدمير، والتجويع، والتهجير القسري، في تجاهل تام لنداءات المجتمع الدولي، وخرق مباشر لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العدائية.

غزة تختنق.. والعالم مطالب بالتحرك

التحذيرات المتكررة من مسؤولي الأمم المتحدة، وعلى رأسهم الدكتورة حنان بلخي، تُؤكد أن غزة باتت في مرحلة الخطر المطلق، وأن وقف الكارثة الإنسانية يتطلب قرارًا سياسيًا جادًا. فالناس لا تموت فقط بسبب القنابل، بل تموت أيضًا بسبب الجوع، والمرض، والإهمال الدولي.

التعليقات (0)