-
℃ 11 تركيا
-
26 يونيو 2025
تحذيرات من فوضى إسرائيلية مقصودة في توزيع المساعدات بغزة وسط تفاقم الكارثة الإنسانية
إبادة جماعية مستمرة بدعم أمريكي
تحذيرات من فوضى إسرائيلية مقصودة في توزيع المساعدات بغزة وسط تفاقم الكارثة الإنسانية
-
26 يونيو 2025, 11:13:07 ص
-
414
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أمجد الشوا: إسرائيل تُكرّس الفوضى وتُفشل العمل الإنساني
حذر رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة، أمجد الشوا، من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتكريس حالة من الفوضى والعنف في قطاع غزة، من خلال التحكم في آلية توزيع المساعدات الإنسانية وحرمان المؤسسات الدولية من أداء دورها.
وأوضح الشوا، في تصريحات صحفية اليوم الخميس، أن إسرائيل لا تريد توزيع المساعدات وفقًا لمعايير العمل الإنساني المتعارف عليها، مثل مراكز التوزيع الرسمية وقواعد البيانات المعتمدة، بل تسعى لتخريب المنظومة القائمة.
الشركة الأمنية الأمريكية ومخطط تقويض المؤسسات الدولية
وأضاف الشوا أن الاحتلال يعمل على إقصاء المؤسسات الإنسانية الأممية، خاصة وكالة الأونروا، واستبدالها بـ شركة أمنية أمريكية تعمل تحت مسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي وصفها بأنها تخدم الأجندة الإسرائيلية سياسيا وأمنيا، ولا تمثل أي جهة إغاثية حقيقية.
وأكد أن هذه الخطوة تهدف إلى خلق توتر داخلي بين المواطنين، مشيرًا إلى أن الخطة تسعى لتقويض الجهود المحلية والدولية، وتؤدي إلى اضطرابات أمنية واسعة في ظل المجاعة القائمة في القطاع.
دور العشائر في تأمين المساعدات
في ظل هذا الفراغ المقصود، تدخلت العشائر الفلسطينية في غزة، يوم الأربعاء، لتأمين شاحنات مساعدات إنسانية وصلت إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي، خشية تعرضها للنهب من جماعات وصفها مسؤولون بأنها مدعومة من الجيش الإسرائيلي.
وأكد الشوا أن دخول المساعدات إلى شمال غزة تم بفضل تكاتف العشائر والعائلات المحلية، وبدأت عملية التوزيع ضمن قوائم البيانات الرسمية للمؤسسات الإغاثية.
"الهيئة العليا للعشائر" ترد على اتهامات الاحتلال
بدورها، أصدرت الهيئة العليا لشؤون العشائر بغزة بيانًا شددت فيه على أن الاتهامات الإسرائيلية بوجود سيطرة للفصائل على المساعدات "كاذبة ومغرضة".
وأكدت أن كل المساعدات التي دخلت غزة مؤمنة وتحت إشراف مباشر من العشائر، وتُوزع حصريًا عبر الهيئات الدولية الرسمية، داعية إلى إرسال وفد من مجلس الأمن لمعاينة الوضع ميدانيًا والتحقق من نزاهة عمليات التوزيع.
الاحتلال يخطط لتوسيع سيطرته وسط تصعيد القتل والتجويع
تزامنًا مع ذلك، أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزير الدفاع والجيش الإسرائيلي بوضع خطة خلال 48 ساعة لوقف ما وصفه بـ"سيطرة حماس على المساعدات"، في محاولة لتعزيز سيطرة الاحتلال على المساعدات عبر أدواته الأمنية.
وقد أثارت هذه الخطوات انتقادات واسعة، في ظل استمرار ما وصفه الشوا بـ"أخطر مرحلة في الكارثة الإنسانية" التي يشهدها القطاع.
إحصائيات صادمة: 549 شهيدًا خلال شهر واحد بسبب "آلية المساعدات"
وفقًا لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد أسفرت ما تُعرف بـ"آلية المساعدات الإسرائيلية الأمريكية" عن 549 شهيدًا و4066 مصابًا خلال شهر واحد فقط، جراء إطلاق النار المباشر على الجموع الجائعة التي تتوافد على مناطق توزيع المساعدات جنوب القطاع.
الأمم المتحدة خارج المشهد: إسرائيل تنفذ خطة أحادية مرفوضة دوليًا
منذ 27 مايو/أيار، بدأت إسرائيل توزيع المساعدات عبر ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهو مخطط ترفضه الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، وتُنفذه إسرائيل في مناطق عازلة بجنوب القطاع دون تنسيق إنساني أممي.
وبالرغم من ادعاءات الاحتلال، فإن هذه الخطة تواجه فشلًا متصاعدًا، حيث تم إيقاف عمليات التوزيع عدة مرات بسبب تدفق أعداد ضخمة من المدنيين الجوعى، وإطلاق النار عليهم من قبل الجيش الإسرائيلي.
إبادة جماعية مستمرة بدعم أمريكي
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل، بدعم أميركي، إبادة جماعية متواصلة في قطاع غزة شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.
وقد أسفرت هذه الإبادة عن نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ودمار شامل في البنية التحتية، ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال.
دعوات للتدخل الدولي العاجل
في ظل هذه المعطيات الخطيرة، دعت الجهات الأهلية والإنسانية إلى تدخل دولي حازم وآني، للضغط على الاحتلال من أجل فتح المعابر، والسماح بدخول المساعدات والبضائع للقطاع الخاص، إضافة إلى إعادة تمكين الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية من أداء دورها الإنساني الكامل.










