مراكز الإيواء: مأساة النازحين

بلدية غزة تحذر من أزمة إنسانية غير مسبوقة

profile
  • clock 28 أغسطس 2025, 1:08:47 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تشهد مدينة غزة أوضاعًا إنسانية كارثية غير مسبوقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث يقطنها أكثر من 1.2 مليون مواطن ونازح ضمن مساحة محدودة لا تتجاوز 40% من المدينة، مما تسبب في اكتظاظ شديد ومأساة يومية للسكان. وقد حذرت بلدية غزة من التدهور الحاد في الخدمات الأساسية، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتخفيف معاناة السكان.

يواجه المواطنون في غزة أزمة متعددة الجوانب تشمل المياه، الكهرباء، الغذاء، والنفايات، وسط نقص حاد في الموارد والقدرة على تقديم المساعدات الإنسانية. هذه الأزمة تعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها سكان المدينة، خاصة في مناطق النزوح الشديد.

أزمة المياه في غزة: تهديد الحياة اليومية

تعتمد مدينة غزة بشكل أساسي على خط مياه ميكوروت الذي يغذي نحو 70% من احتياجات السكان اليومية. ومع توقف هذا الخط، تراجعت حصة الفرد اليومية إلى 3-5 لترات، وهي كمية لا تكفي للاستخدام الآدمي. كما توقفت العديد من الآبار بسبب نقص الوقود، مما أدى إلى تقليص خدمات المياه إلى حد كبير، وأصبح الحصول على مياه نظيفة تحديًا يوميًا لسكان المدينة.

هذا النقص الحاد في المياه يفاقم من انتشار الأمراض والأوبئة، ويزيد من معاناة الأسر التي تعيش في ظروف مأساوية. العديد من النازحين في المراكز المؤقتة يضطرون لاستخدام مياه ملوثة بسبب قلة المصادر المتاحة، مما يزيد من التهديد الصحي والبيئي في المدينة.

أزمة النفايات: كارثة بيئية وصحية

تتكدس في شوارع غزة أكثر من 450 ألف طن من النفايات، منها 260 ألف طن داخل المدينة، نتيجة استهداف المكبات وتدمير آليات البلدية. يشكل هذا التكدس بيئة خصبة للحشرات والقوارض، ويزيد من انتشار الأمراض المعدية بين السكان.

تعمل البلدية بصعوبة على جمع النفايات بسبب تدمير نحو 80% من آلياتها، كما تواجه صعوبة في نقل النفايات بعيدًا عن مناطق السكن المكتظ، مما يزيد من حجم المأساة الإنسانية. وقد حذرت بلدية غزة من تحول هذه الأزمة إلى كارثة بيئية تهدد صحة الملايين، إذا لم يتدخل المجتمع الدولي بسرعة لتوفير المعدات والدعم اللازم.

تدمير البنية التحتية: انهيار الخدمات الأساسية

أدى العدوان إلى تدمير نحو 70% من المباني والبنية التحتية في غزة، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية. هذا التدمير أثر بشكل مباشر على قدرة البلدية على تقديم الخدمات الأساسية، وجعل من الصعب الوصول إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدة.

كما دمر العدوان نحو 80% من آليات البلدية، مما أدى إلى توقف معظم الخدمات اليومية مثل جمع النفايات وصيانة شبكات المياه والكهرباء. ونتيجة لذلك، يعيش السكان في بيئة محفوفة بالمخاطر الصحية والبيئية، وسط نقص في المواد الأساسية والخدمات الأساسية.

مراكز الإيواء: مأساة النازحين

تفتقر مراكز الإيواء في غزة إلى أبسط مقومات الحياة، حيث ينام النازحون في خيام ضيقة وسط أكوام النفايات والمياه العادمة. يعاني السكان من نقص حاد في المياه والغذاء والكهرباء، ويعيشون في ظروف صحية صعبة للغاية.

التكدس الشديد داخل المراكز يزيد من معاناة الأسر، ويجعل الأطفال والنساء أكثر عرضة للأمراض. ومع عدم توفر الإمكانيات اللازمة لتقديم الدعم، تتحول هذه المراكز إلى بيئة خطرة تهدد سلامة السكان بشكل يومي.

نقص الوقود والكهرباء: أزمة مزدوجة

يعاني قطاع غزة من نقص حاد في الوقود والكهرباء، مما أدى إلى توقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن تقديم خدماتها بشكل كامل. كما أدى انقطاع الكهرباء إلى توقف المضخات الخاصة بالمياه والصرف الصحي، مما زاد من حدة الأزمة الصحية والبيئية.

ويعيش المواطنون في غزة على ساعات محدودة من الكهرباء لا تتجاوز 3-4 ساعات يوميًا، مما يؤثر على حياتهم اليومية وعلى قدرة البلديات والمنظمات الإنسانية على تقديم الدعم.

المجتمع الدولي مطالب بالتدخل العاجل

تواصل بلدية غزة مناشدتها للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم العاجل في مجالات المياه والغذاء والكهرباء، وإصلاح البنية التحتية المتضررة، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.

المدينة تواجه أزمة غير مسبوقة تتطلب تحركًا عاجلًا لإنقاذ المدنيين، وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة. فكل تأخير في الدعم يزيد من معاناة السكان ويعرض حياة الملايين للخطر.

خلاصة الوضع الإنساني في غزة

مدينة غزة اليوم تعيش أزمة إنسانية كارثية، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في المياه، الغذاء، الكهرباء، والخدمات الأساسية، وسط تدمير واسع للبنية التحتية. اكتظاظ السكان في مناطق محدودة يزيد من حدة المعاناة، ويجعل الحياة اليومية مليئة بالتحديات والمخاطر.

إن الوضع الإنساني في غزة يتدهور يوميًا، ويحتاج إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لتقديم الدعم الإنساني، وضمان سلامة المدنيين، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وتخفيف المعاناة اليومية لأكثر من 1.2 مليون مواطن ونازح.

التعليقات (0)