-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
بعد 12 يوماً من الحرب: الدبلوماسية تعود إلى الواجهة في الملف النووي الإيراني
محادثات معلقة ومحاولات دولية لإحيائها
بعد 12 يوماً من الحرب: الدبلوماسية تعود إلى الواجهة في الملف النووي الإيراني
-
1 يوليو 2025, 7:07:12 ص
-
417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أسفرت المواجهة العسكرية التي دامت 12 يوماً بين تل أبيب وطهران عن نتيجة واضحة: الحل العسكري غير كافٍ لمواجهة المخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، مما يفتح الباب مجدداً أمام جهود العودة إلى طاولة الحوار.
محادثات معلقة ومحاولات دولية لإحيائها
ربما تلخص هذه النتيجة موقف القوى الكبرى التي تسعى حالياً لإحياء المحادثات مع إيران، خاصة بعد أن أُلغيت الجولة السادسة من المفاوضات التي كانت مقررة في مسقط قبيل اندلاع المواجهات العسكرية الأخيرة. وقد سبقتها جولة عُقدت في العاصمة الإيطالية روما بتاريخ 23 مايو، لكنها لم تثمر عن تقدم ملموس نتيجة تمسك الجانبين بخطوطهما الحمراء بشأن تخصيب اليورانيوم.
أوروبا تضغط لاستئناف المفاوضات
في ضوء هذا الجمود، بدأت أوروبا تتحرك بقوة لإعادة إيران إلى طاولة التفاوض. فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، إلى استئناف المحادثات حول الملفين النووي والباليستي. وكتب ماكرون في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" أنه شدد على ضرورة احترام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، واستئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران لضمان الشفافية.
كما طالب ماكرون طهران باحترام وقف إطلاق النار والمساهمة في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
الدوحة مرشحة لاحتضان الجولة القادمة
وفي السياق ذاته، نقل موقع "المونيتور" الأمريكي عن مصادر دبلوماسية أنه من المتوقع أن تستضيف العاصمة القطرية الدوحة الجولة السادسة من المفاوضات، بالنظر إلى دورها في التهدئة بين طهران وتل أبيب. إلا أن انعدام الثقة بين إيران وإدارة ترامب السابقة لا يزال يمثل عائقاً أمام تحقيق انفراجة قريبة.
التصعيد العسكري يزيد من تعقيد المشهد
من ناحية أخرى، لا تزال الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية تلقي بظلالها على المشهد. فقد صرّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بأن البرنامج النووي الإيراني "تم محوه كما لم يحدث من قبل"، ما اعتبره البعض مؤشراً على توقف طموحات إيران النووية مؤقتاً، وإن لم يؤكد الواقع ذلك حتى الآن.
شروط إيران: لا تفاوض تحت التهديد
على الجانب الإيراني، أعلن السفير أمير سعيد إيرواني، مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أن الظروف الحالية لا تسمح باستئناف المفاوضات مع واشنطن. كما نفى أي تهديد موجه لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي، رغم دعوة صحيفة محلية لإعدامه بدعوى أنه "جاسوس".
وأكد إيرواني أن مفتشي الوكالة "لا يمكنهم الآن دخول المنشآت النووية"، مشدداً على أن إيران لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، وأن فرض شروط أمريكية مسبقة يجعل التفاوض مستحيلاً.
طهران مستعدة.. ولكن بشروط
من جانبه، أبدى نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، استعداد بلاده للتفاوض مع الولايات المتحدة بشرط ضمان عدم تنفيذ أي ضربات عسكرية جديدة خلال فترة المحادثات. وأضاف أن واشنطن لم توضح موقفها بعد بشأن هذا الشرط الجوهري.
وشدد روانجي على أن إيران لم تسعَ لتصنيع قنبلة نووية، وإنما تعمل على برنامج سلمي، مشيراً إلى أن بلاده حُرمت من الحصول على المواد النووية لأغراض بحثية، ما اضطرها للاعتماد على الذات. كما وصف مطالب الغرب بوقف التخصيب بالكامل بأنها تمثل "قانون الغاب"، على حد تعبيره.
جنيف تحتضن جولة أوروبية ـ إيرانية جديدة
في إطار التحركات الدولية، شهدت جنيف يوم 21 يونيو الجاري انطلاق جولة جديدة من المحادثات بين إيران ودول أوروبية، بمشاركة وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. وهدف اللقاء إلى التمهيد لاستئناف الحوار بعيداً عن التصعيد العسكري.
رغم ذلك، أصرّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن برنامج بلاده للصواريخ الباليستية "غير قابل للتفاوض"، مؤكداً أن الولايات المتحدة أرسلت رسائل غير مباشرة بشأن رغبتها في العودة إلى التفاوض، إلا أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يجعل طهران غير راغبة في فتح قنوات تواصل حالياً.
خلاصة القول، يبدو أن الجهود الدولية لإحياء المسار الدبلوماسي مع إيران قد بدأت بالفعل، ولكنها تصطدم بعقبات معقدة تتعلق بانعدام الثقة، وواقع التصعيد العسكري، وشروط متبادلة يصعب الالتقاء حولها في المدى القريب.








