بعد بيان "الصحة الفلسطينية" ومصادر "القاهرة الإخبارية.. كم عدد الشاحنات المتوقع دخولها غزة؟

profile
  • clock 24 يوليو 2025, 9:58:18 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، تواصل الجهود الدولية – وعلى رأسها المصرية – إدخال دفعات جديدة من المساعدات، رغم أنها تبقى بعيدة عن تلبية الاحتياجات الهائلة، خصوصًا في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق، واستمرار عمليات القتل والتجويع الممنهج للسكان المدنيين.

شحنات دوائية حرجة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان هام صباح الخميس 24 يوليو، أن شاحنات محمّلة بالأدوية والمستلزمات الطبية ستدخل اليوم إلى مستشفيات القطاع عبر منظمة اليونيسف. وأوضحت الوزارة أن هذه الشحنات لا تحتوي على أي مواد غذائية، لكنها تضم أصنافًا بالغة الأهمية والحاجة العاجلة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى، وتمكين الطواقم الطبية من تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية.

وناشدت الوزارة جميع المواطنين والعائلات والوجهاء والمؤسسات المحلية بـ"بذل الجهد لحماية القافلة وعدم التعرض لها"، مؤكدة أن هذه المساعدات موجهة لإنقاذ أرواح المدنيين في وقت تعمل فيه المستشفيات تحت أقصى درجات الضغط والانهيار بفعل استهدافها المباشر، والنقص الحاد في الإمدادات، والمجاعة المنتشرة بين المرضى والطواقم الطبية على السواء.

مساعدات محدودة عبر المعابر

وفي موازاة ذلك، كشفت قناة "القاهرة الإخبارية" نقلاً عن مصادرها، أن 166 شاحنة مساعدات دخلت إلى قطاع غزة خلال الساعات الماضية عبر معبري "زكيم" شمال القطاع، وكرم أبو سالم، تحمل دقيقًا ومواد غذائية ومستلزمات طبية.

وأفادت القناة أن جهودًا مصرية مكثفة تجري مع الأطراف الدولية لتسريع وتوسيع دخول المساعدات، حيث يُنتظر أن تدخل اليوم 180 شاحنة جديدة، بينها 137 شاحنة دقيق، فيما تتنوع البقية بين مواد غذائية وطبية.

وأعلن الهلال الأحمر المصري رفع درجة استعداده للعمل على إدخال المزيد من المساعدات خلال الساعات القادمة، في ظل الأزمة المتفاقمة وتهديد مئات الآلاف بالموت جوعًا.

مأساة التجويع مستمرة

ورغم هذه التحركات، تبقى حقيقة الأزمة الإنسانية أشد فتكًا من أرقام الشاحنات، إذ لا تزال التقارير الواردة من مستشفيات غزة تشير إلى وفيات يومية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، في حين تمنع إسرائيل بشكل ممنهج دخول المواد الأساسية وتُعرقل توزيعها، بل وتستهدف المدنيين عند نقاط المساعدات، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وكانت أكثر من 100 منظمة إغاثية دولية، بينها "أطباء بلا حدود" و"أوكسفام" و"أنقذوا الأطفال"، قد أطلقت هذا الأسبوع تحذيرات من انتشار "المجاعة الجماعية" في غزة، ووصفت ما يجري بأنه "تجويع متعمّد بحق المدنيين"، مؤكدة أن زملاءهم والطواقم العاملة في غزة بدأوا يعانون من سوء تغذية حاد، وبعضهم يفقد وزنه ويعجز عن العمل.

قوافل لا تكفي

في ظل هذه الصورة القاتمة، يُعد دخول أي مساعدات تطورًا مرحبًا به، لكنه لا يُخفي حقيقة أن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع ما زال ضئيلاً جدًا مقارنة بما كان قبل الحصار – حين كان معدل الشاحنات اليومية يتراوح بين 500 و600 شاحنة – في حين لا يتجاوز المعدل الحالي أقل من الثلث، في وقت تضاعفت فيه الحاجة إلى الغذاء والدواء.

ويواجه سكان غزة أسوأ مجاعة في التاريخ الحديث للمنطقة، مع تسجيل 111 وفاة بسبب الجوع حتى الآن، بينهم أطفال ورضّع، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وسط استمرار استهداف نقاط توزيع الغذاء من قِبل قوات الاحتلال، ما حول محاولات الحصول على الطعام إلى رحلة محفوفة بالموت والرعب.

إن استمرار هذا الحصار وتباطؤ المجتمع الدولي في إجبار إسرائيل على احترام التزاماتها الإنسانية، يهدد بجعل كل مساعدات العالم بلا جدوى، ما لم يُتخذ قرار سياسي دولي عاجل لوقف الحرب ورفع الحصار وفتح المعابر دون شروط.

التعليقات (0)