تكبير الخط تصغير الخط

موقع 180 تحقيقات

انسحاب دبلوماسي مصري احتجاجًا على مشاركة إسرائيل

في خطوة لافتة تعكس موقفًا سياسيًا حازمًا، انسحب الوفد العمالي المصري من قاعة مؤتمر العمل الدولي فور بدء كلمة ممثل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال أعمال الدورة الـ113 للمؤتمر المنعقد حاليًا في مدينة جنيف السويسرية.

وأكدت مصادر مطلعة أن الوفد المصري غادر القاعة بشكل جماعي ومنظم فور صعود ممثل إسرائيل إلى منصة الخطاب، في رسالة احتجاجية واضحة على السياسات الإسرائيلية، خاصة في ظل استمرار العدوان العسكري على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

دورة أممية تشهد توترات سياسية

يُعد مؤتمر العمل الدولي، الذي تنظمه منظمة العمل الدولية (ILO)، من أبرز الفعاليات الدولية في مجال قضايا العمل والحقوق النقابية، ويشارك فيه ممثلون عن الحكومات وأصحاب العمل والعمال من جميع أنحاء العالم.

وجاءت مشاركة إسرائيل في هذه الدورة وسط انتقادات متصاعدة من منظمات حقوقية ونقابية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية بحق العمال الفلسطينيين، وتردي الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ردود فعل داعمة للانسحاب المصري

قوبلت خطوة الوفد المصري بترحيب واسع في الأوساط العربية والنقابية، حيث اعتُبرت رسالة قوية تؤكد على التمسك بالموقف التاريخي تجاه دعم القضية الفلسطينية، ورفض إعطاء أي شرعية دولية لتمثيل الاحتلال في المحافل الدولية في ظل استمرار الجرائم المرتكبة في غزة والضفة.

وأشار مراقبون إلى أن هذا الانسحاب يعكس الانسجام بين الموقف الشعبي والنقابي المصري والموقف الرسمي تجاه العدوان الإسرائيلي.

خلفيات الانسحاب: العدوان على غزة حاضر في كل المحافل

تأتي هذه الخطوة في سياق الاحتجاجات المتواصلة ضد الاحتلال الإسرائيلي في معظم المحافل الدولية، لا سيما بعد العدوان الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023 وأسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 179 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى الآلاف من المفقودين ومئات آلاف النازحين.

وتُعد هذه الحملة العسكرية واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية التي يشهدها العصر الحديث، وقد أثارت موجة من التنديد العالمي، خاصة من منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات النقابية.

موقف مصري يُسجَّل في لحظة فارقة

يثبّت انسحاب الوفد العمالي المصري من مؤتمر العمل الدولي موقفًا أخلاقيًا وسياسيًا يعكس التزامًا ثابتًا بعدم التطبيع مع الاحتلال في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية.

وفي ظل استمرار العدوان، تبقى المواقف المبدئية في المحافل الدولية ضرورة سياسية وإنسانية، ورسالة إلى العالم بأن السكوت عن الجريمة مشاركة فيها.