تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

وجهت الهيئة العليا لعشائر غزة نداءً عاجلاً إلى قادة الدول العربية والإسلامية قبيل انطلاق القمة العربية الإسلامية في العاصمة القطرية الدوحة، داعية إياهم إلى اغتنام ما وصفته بـ "الفرصة التاريخية" للتحرك إزاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة.

وأكدت الهيئة أن قطاع غزة يعيش منذ نحو عامين تحت القصف والحصار الإسرائيلي، في ظل صمت دولي مخزٍ وتخاذل واضح من المنظومة الدولية، وغياب موقف عربي وإسلامي موحد.

إدانة العدوان الإسرائيلي واستهداف قطر

جددت الهيئة في بيانها الصادر اليوم السبت إدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين، مشيرة إلى العدوان السافر الذي استهدف دولة قطر الشقيقة، والذي يشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية وعدوانًا على الأمة جمعاء.

وقالت الهيئة إن قطاع غزة يتعرض لإبادة جماعية منظمة تنفذها آلة الاحتلال الإسرائيلي، وسط غياب موقف عربي وإسلامي متماسك قادر على مواجهة هذا العدوان، مشددة على أن هذا الصمت شجع الاحتلال على التمادي ليس فقط ضد الفلسطينيين، بل أيضًا عبر الاعتداء المتكرر على سيادة الدول العربية والإسلامية.

دعوة للقادة العرب والمسلمين للتحرك التاريخي

أكدت الهيئة أن الصمت تجاوز حدود الاحتمال، والمجازر بلغت حد الإبادة الجماعية، داعية القادة العرب والمسلمين باعتبارهم أولياء الدم وورثة تاريخ من النخوة والمروءة ونصرة المظلوم إلى اتخاذ قرارات تاريخية وجريئة لإنقاذ الفلسطينيين.

وشددت الهيئة على أن شعب غزة يعلق آماله على القمة المرتقبة في الدوحة، وأن قراراتها قادرة على إعادة هيبة الأمة وكرامتها.

مطالب الهيئة العليا لعشائر غزة

قدمت الهيئة مجموعة من المطالب العاجلة التي يجب أن تتبناها القمة العربية والإسلامية، أبرزها:

وقف العدوان فورًا وفرض حماية دولية للشعب الفلسطيني وفقًا للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

تشكيل لجنة عربية إسلامية دائمة لتوثيق الجرائم وملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية، وفتح ممرات آمنة لإدخال الغذاء والدواء والوقود دون شروط.

دعم صمود الشعب الفلسطيني ماديًا ومعنويًا وسياسيًا عبر موقف عربي إسلامي موحد في جميع المنصات الدولية.

إعلان ملزم برفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي طالما استمر في ارتكاب جرائم الحرب.

تبني مبادرة عربية إسلامية لحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ورفض مخططات التهجير والتقسيم الزماني والمكاني.

حجم الكارثة الإنسانية في غزة

ذكرت الهيئة أن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم أميركي أوروبي، يمارس إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقالات، متجاهلاً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.

وأضافت أن الإبادة خلفت أكثر من 228 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح العديد منهم، فضلًا عن الدمار الشامل لمناطق غزة ومحو معظم المدن عن الخريطة.

التأكيد على دور القمة العربية والإسلامية

أكدت الهيئة أن قرارات القمة في الدوحة يمكن أن تصنع الفارق وتعيد للأمة هيبتها وكرامتها، مشددة على أن التعاون العربي والإسلامي الموحد هو الحل الأمثل لوقف المأساة وحماية المدنيين الفلسطينيين.

وشددت على أن التحرك العاجل من قبل القادة العرب والمسلمين لإنقاذ غزة يمثل اختبارًا حقيقيًا لمصداقيتهم والتزامهم بحقوق الإنسان والعدالة الدولية.