تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الخميس، أنها تواجه صعوبات كبيرة في التواصل مع طواقمها العاملة في قطاع غزة، عقب انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر، الذي يتعرض لعدوان مستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

استهداف مباشر لخطوط الاتصالات

وأوضحت الجمعية، في بيان صحفي، أن الانقطاع الكامل ناتج عن استهداف مباشر لخطوط الاتصالات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما تسبب في شلل شبه تام في وسائل الاتصال بين غرفة عمليات الطوارئ المركزية والطواقم الميدانية المنتشرة في أنحاء القطاع.

وأكدت الجمعية أن غرفة عمليات الطوارئ تواجه كذلك صعوبة في التنسيق مع المنظمات الإنسانية الأخرى، مما يعيق الاستجابة السريعة والفعالة للحالات الطارئة، ويعرض حياة الجرحى والمصابين للخطر في ظل غياب الحد الأدنى من إمكانيات التواصل.

هيئة الاتصالات: عزل رقمي شامل بسبب الاحتلال

وفي السياق ذاته، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في قطاع غزة، وذلك بعد استهداف المسار الرئيسي الأخير لشبكة الألياف الضوئية "الفايبر"، في تصعيد خطير للعزلة الرقمية التي يفرضها الاحتلال على سكان القطاع.

وبحسب الهيئة، فإن جنوب ووسط القطاع انضما لحالة العزلة التي تعيشها غزة وشمالها منذ يومين، في وقت تمنع فيه قوات الاحتلال الطواقم الفنية من الوصول إلى مواقع الأعطال أو إصلاح الكوابل الاحتياطية، مما يزيد من حدة الانهيار التكنولوجي والإنساني.

تهديد مباشر للخدمات الصحية والإغاثية والتعليمية

وأكدت الهيئة أن استمرار انقطاع الاتصالات يهدد بفصل القطاع بشكل كامل عن العالم الخارجي، مشيرة إلى أن تأثيراته لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تمتد إلى كافة الخدمات الحيوية، بما في ذلك الرعاية الصحية، والإغاثة الإنسانية، والتعليم، والإعلام.

وحذّرت الهيئة من تبعات إنسانية واجتماعية بالغة الخطورة إذا استمر الاحتلال في استهداف قطاع الاتصالات، مطالبة بـ تدخل محلي ودولي عاجل لتأمين وصول الفنيين إلى مواقع الأعطال وتسهيل عمليات الإصلاح.

إبادة ممنهجة وعزلة شاملة

تأتي هذه التطورات في وقت ترتكب فيه قوات الاحتلال، بدعم أميركي، إبادة جماعية شاملة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تشمل القتل والتجويع والتهجير والتدمير، وسط تجاهل كامل لأوامر محكمة العدل الدولية والنداءات الدولية المتكررة بوقف العدوان.

وقد خلف هذا العدوان حتى الآن نحو 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين والمجاعة التي أزهقت أرواح كثيرين، فضلاً عن دمار واسع شمل البنية التحتية والخدمات الأساسية.

الاستهداف المتعمد لوسائل الاتصال في غزة ليس مجرد قصف تقني، بل هو جزء من سياسة ممنهجة لعزل القطاع وتحطيم قدرته على الصمود، في وقت تحتاج فيه الطواقم الإنسانية كل وسيلة ممكنة لإنقاذ الأرواح.