-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوّت على قرار لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وسط عجز مجلس الأمن
أغلبية متوقعة رغم الضغوط الإسرائيلية
الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوّت على قرار لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وسط عجز مجلس الأمن
-
12 يونيو 2025, 3:05:19 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في خطوة تعكس السخط الدولي المتزايد إزاء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، على مشروع قرار يطالب بوقف فوري، ودائم، وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، بعد أن فشل مجلس الأمن في تمرير قرار مماثل بسبب الفيتو الأميركي.
أغلبية متوقعة رغم الضغوط الإسرائيلية
ورجّح دبلوماسيون أن يتم اعتماد القرار بأغلبية ساحقة، وسط تصاعد الأصوات المطالِبة بوقف المجازر في غزة، على الرغم من الضغوط التي مارستها إسرائيل على عدد من الدول الأعضاء لحثها على رفض أو الامتناع عن التصويت.
ويكتسب التصويت أهمية خاصة كونه يأتي قبل انعقاد مؤتمر دولي للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، يسعى إلى إعادة إحياء جهود حل الدولتين، في ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار العنف الممنهج ضد الفلسطينيين.
فيتو أميركي يشل مجلس الأمن
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت، الأسبوع الماضي، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب برفع فوري وغير مشروط للقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوزيعها الآمن دون عوائق.
وفي الوقت الذي صوتت فيه 14 دولة من أصل 15 لصالح القرار، حال الفيتو الأميركي دون تمريره، مما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ودول أعضاء، في ظل كارثة إنسانية متفاقمة تهدد أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين.
قرارات الجمعية العامة: رمزية دولية رغم أنها غير ملزمة
وبالرغم من أن قرارات الجمعية العامة لا تحمل صفة الإلزام القانونية، إلا أنها تعكس الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي، وتُعتبر مؤشراً مهماً على التوجه العام للدول الأعضاء تجاه العدوان على غزة.
وتُعد الجمعية العامة، على عكس مجلس الأمن، ساحة لا يتمتع فيها أي طرف بـ"حق النقض"، ما يجعلها منصة أكثر شفافية لقياس المزاج الدولي تجاه العدالة وحقوق الإنسان في فلسطين.
أزمة إنسانية خانقة ومجاعة وشيكة
تأتي هذه التطورات السياسية في وقت تُحذر فيه الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، وسط حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، وعدم وصول مساعدات كافية منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
فحتى الآن، لم يدخل القطاع سوى كميات ضئيلة من المساعدات الإنسانية، بينما تواجه آلاف العائلات خطر المجاعة والموت البطيء، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل استمرار الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية ومراكز الإغاثة والمستشفيات.
أرقام مأساوية: إبادة جماعية مستمرة
منذ بداية الحرب، ارتكبت قوات الاحتلال، بدعم أميركي، إبادة جماعية ممنهجة في غزة، شملت القتل، والتجويع، والتدمير، والتهجير، في تجاهل صارخ للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان.
وقد أسفرت هذه الإبادة عن استشهاد أو إصابة نحو 182 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية في مراكز إيواء مؤقتة، دون غذاء أو دواء أو حماية.
يأمل الفلسطينيون والعالم أن يُشكّل تصويت الجمعية العامة خطوة حقيقية نحو وقف العدوان ورفع الحصار، رغم إدراك الجميع أن مفتاح التغيير يكمن في المواقف الفعلية لا الرمزية وحدها.








