-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
النرويج تنتقد الحصار الإسرائيلي على غزة: "كابوس إنساني لا يمكن القبول به"
في محكمة العدل الدولية: غزة "كابوس حي"
النرويج تنتقد الحصار الإسرائيلي على غزة: "كابوس إنساني لا يمكن القبول به"
-
1 مايو 2025, 1:45:12 م
-
412
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
محكمة العدل الدولية
في موقف لافت وجريء، شددت الحكومة النرويجية على رفضها القاطع لاستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن ما يجري في القطاع هو كارثة إنسانية متصاعدة يجب أن يتوقف فورًا. جاءت هذه التصريحات على لسان كبار المسؤولين النرويجيين خلال مشاركتهم في جلسة محكمة العدل الدولية في لاهاي، الخميس، وعبّروا فيها عن موقف قانوني وأخلاقي حاسم تجاه سياسات الاحتلال.
رئيس وزراء النرويج: لا يمكن القبول بمنع المساعدات
أكد رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستوره، أن المجتمع الدولي لا يجب أن يقف مكتوف الأيدي أمام منع "إسرائيل" إدخال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة. وأضاف أن الناجين من القصف يعيشون محنة إنسانية عميقة، لا تقتصر فقط على فقدان المأوى والغذاء، بل تشمل أيضًا فقدان الأمل والكرامة والحد الأدنى من مقومات الحياة.
الخارجية النرويجية: إسرائيل تشدد الحصار بدلاً من تخفيفه
وفي السياق ذاته، صرّح الأمين العام لوزارة خارجية النرويج، تورجير لارسن، بأن "إسرائيل" لا تتجه نحو تخفيف الحصار، بل تزيد من القيود على دخول المساعدات. وأكد أن دولة الاحتلال ملزمة، بموجب القانون الدولي، بفتح المعابر والسماح بدخول الإغاثة دون شروط أو عراقيل، إلى جانب تسهيل عبور موظفي الأونروا والأمم المتحدة إلى الأراضي الفلسطينية.
في محكمة العدل الدولية: غزة "كابوس حي"
أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، قال نائب وزير الخارجية النرويجي، أندرياس موتسفيلدت كرافيك، إن الوضع الإنساني في غزة أصبح "كابوساً حقيقياً"، داعيًا إلى امتثال فوري من قبل "إسرائيل" لالتزاماتها القانونية والتعاون الكامل مع الأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات على نطاق واسع.
وأشار كرافيك إلى أن الحصار تجاوز 60 يومًا دون استجابة للنداءات الدولية، معتبرًا ذلك "وضعًا غير قانوني وغير أخلاقي". كما دعا إلى رفع جذري للحصار وفتح المعابر البرية بشكل دائم ومستدام.
القيود على الأونروا: انتهاك لميثاق الأمم المتحدة
انتقدت النرويج بشدة القيود الإسرائيلية المفروضة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ووصفتها بأنها "انتهاك صريح للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة"، حيث تمثل الأونروا شريان حياة لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وتوفر الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والمساعدات الإنسانية.
وأكدت النرويج أن استهداف الأونروا يقوّض جهود الإغاثة ويهدد بحدوث انهيار شامل في البنية الاجتماعية للقطاع.
الاحتلال يواصل عدوانه رغم اتفاقات التهدئة
وبالعودة إلى الخلفية الميدانية، فقد استأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه في 18 مارس 2025، بعد هدنة دامت شهرين، كان من المفترض أن تخفف من معاناة سكان القطاع. إلا أن "إسرائيل" خرقت الاتفاق باستمرار القصف والحصار، في انتهاك واضح لكل التفاهمات المبرمة.
إبادة جماعية مستمرة بدعم غربي
منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل" مجازر متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود، وسط دعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية.
النتائج الكارثية لهذه الحرب تجاوزت حدود السياسة إلى أبعاد إنسانية وجنائية تستدعي تدخلاً دوليًا فوريًا، وهو ما دعت إليه النرويج بصوت مرتفع في المحافل القضائية والدبلوماسية.
دعوة إلى المجتمع الدولي: لا وقت للحياد
في ضوء هذه التطورات، تؤكد النرويج أن الصمت الدولي لم يعد مقبولًا، وأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مطالبان بتحمل مسؤولياتهما تجاه المدنيين في غزة. كما دعت إلى محاسبة الاحتلال على انتهاكاته وممارساته غير القانونية، وإجباره على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.







