تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أدان المنتدى الفلسطيني في بريطانيا بأشد العبارات الاقتحام الاستفزازي والخطير الذي نفّذه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك يوم أمس الأحد، مؤكدًا أن ما جرى ليس مجرد زيارة، بل خطوة ممنهجة ضمن مشروع تهويدي يستهدف تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا، كما حصل في الحرم الإبراهيمي بالخليل بعد مجزرة عام 1994.

اقتحام علني وأداء طقوس تلمودية داخل باحات الأقصى

وبحسب البيان الصادر اليوم الإثنين، فقد قاد بن غفير طقوسًا تلمودية علنية داخل المسجد، بحماية قوات الاحتلال ومرافقة مجموعات من المستوطنين والمتطرفين، بالتزامن مع منع المصلين الفلسطينيين وطرد الحراس، في تحدٍ سافر لما يُعرف بـ"الوضع القائم" الذي يحكم إدارة المسجد منذ عقود.

وأكد المنتدى أن المشهد المهين من غناء ورقص للمستوطنين وإقامة حفلات زفاف داخل المسجد يعكس العقلية الاستعمارية التي تسعى لفرض السيطرة بالقوة وتدنيس المقدسات الإسلامية.

زاهر بيراوي: ما حدث جريمة كاملة وتحدٍ للهوية الإسلامية للقدس

من جهته، قال زاهر بيراوي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، إن الاقتحام يُعد جريمة واستفزازًا لمشاعر المسلمين حول العالم، محذرًا من أن "صمت العالمين العربي والإسلامي وعدم اتخاذ مواقف عملية رادعة يشجع الاحتلال على الاستمرار في عدوانه".

وأضاف: "اقتحام بن غفير ليس فعلًا فرديًا، بل جزء من مخطط رسمي تقوده تيارات صهيونية متطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، بهدف فرض أمر واقع جديد داخل المسجد الأقصى، يفضي إلى تقسيمه بين المسلمين والمستوطنين".

المنتدى: الصمت الغربي المريب يُغذي جرائم الاحتلال

وشدد البيان على أن الصمت الغربي المريب تجاه هذه الانتهاكات، خصوصًا من الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، يفضح ازدواجية المعايير، في الوقت الذي يتم فيه قتل الأطفال في غزة وتجويعهم، واقتحام المساجد في القدس.

وأشار المنتدى إلى أن الجرائم في غزة والقدس مترابطة، لأنها نابعة من أيديولوجيا واحدة عنصرية تمارس القتل الجماعي هناك، وتنفذ سياسة التطهير الديني والعرقي هنا.

دعوة للتحرك الدولي ووقف سياسة الإفلات من العقاب

ودعا المنتدى المجتمع الدولي إلى:

التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى

فرض محاسبة دولية على قادة الاحتلال

إنهاء سياسة الإفلات من العقاب

منع فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى

كما طالب المنتدى الحكومة البريطانية والمؤسسات السياسية والدينية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، والوقوف إلى جانب الحقوق الفلسطينية المشروعة.

الأقصى رمز كرامة وهوية… ولن يُقسم

ذكّر المنتدى بأن المسجد الأقصى ليس مجرد معلم ديني، بل هو رمز للهوية والكرامة والصمود الفلسطيني، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حال من الأحوال تقسيمه أو تدنيسه، وسيستمر في الدفاع عنه كما فعل دائمًا.

وأكد أن الوصاية الأردنية على الأقصى، والمرجعيات الدولية، ليست أوراقًا يمكن للاحتلال أن يتجاهلها أو يدوس عليها بقوة السلاح والدعم السياسي.