-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
الصحة في غزة: 3 وفيات بمتلازمة غيلان باريه وتحذير من كارثة صحية تهدد آلاف الأطفال
حين يتحول المرض إلى أداة من أدوات الحصار
الصحة في غزة: 3 وفيات بمتلازمة غيلان باريه وتحذير من كارثة صحية تهدد آلاف الأطفال
-
4 أغسطس 2025, 3:07:40 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الإثنين، عن تسجيل ثلاث حالات وفاة نتيجة الإصابة بـمتلازمة غيلان باريه، في تطور خطير يعكس تدهور الوضع الصحي والبيئي في القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر ونقص الأدوية.
وفيات بين الأطفال ونقص في العلاج
وأوضحت الوزارة أن حالتين من الوفيات تعودان لأطفال دون سن 15 عامًا، فارقوا الحياة بعد فشل محاولات إنقاذهم بسبب عدم توفر العلاج اللازم، نتيجة الحصار المفروض على غزة ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.
وشددت الوزارة على أن "هذه الحالات ليست مجرد أرقام، بل إنذارات بانتشار وباء معدٍ يهدد حياة الآلاف"، لافتة إلى أن الفحوصات أثبتت وجود فيروسات معوية غير مرتبطة بشلل الأطفال، ما يشير إلى بيئة مهيأة لتفشي الأمراض المعدية.
45 إصابة خلال شهرين وتفاقم الحالة
سجّلت الوزارة 45 إصابة بمتلازمة الشلل الرخو الحاد خلال شهري يونيو ويوليو 2025، وهو ارتفاع غير مسبوق يتزامن مع غياب أدوات التشخيص الدقيقة، بفعل تدهور النظام الصحي.
وترى الوزارة أن السبب الرئيسي وراء هذا التفشي يعود إلى:
تلوث المياه
انهيار خدمات الصرف الصحي
تراكم النفايات
سوء التغذية، الذي يضعف المناعة ويزيد من خطر الإصابة
تصريحات طبية: المرض يهدد التنفس والحياة
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد حجو، رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال، إن متلازمة غيلان باريه تبدأ بارتخاء في الأطراف السفلية، ثم تنتقل للأطراف العلوية، وقد تصل إلى عضلات الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى قصور تنفسي حاد يتطلب تدخلًا عاجلًا باستخدام أجهزة تنفس صناعي.
وأشار حجو إلى أن الأطفال المصابين غير قادرين على التنفس تلقائيًا في المراحل المتقدمة، ما يُعرضهم لخطر الوفاة إن لم تتوفر العناية المركزة اللازمة.
وأكد أن سوء التغذية الناتج عن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة يلعب دورًا خطيرًا في تعقيد الحالات، إذ يُضعف العضلات ويقلل من فرص التعافي، مشددًا على أن التغذية السليمة أساسية في مرحلة الشفاء.
كارثة صحية متصاعدة بفعل الحصار الإسرائيلي
من جانبها، طالبت وزارة الصحة في غزة الجهات الدولية والإنسانية بـ:
التدخل الفوري لتوفير الأدوية المنقذة للحياة
رفع الحصار فورًا لوقف الانهيار الصحي والبيئي
وأشارت الوزارة إلى أن الشلل الرخو الحاد بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الأطفال، ويضاف إلى سلسلة الكوارث الصحية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي وحصار غزة المتواصل، خصوصًا بعد تشديد الإجراءات منذ 2 مارس/ آذار 2025، بما في ذلك إغلاق المعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء.
حين يتحول المرض إلى أداة من أدوات الحصار
إن ارتفاع حالات متلازمة غيلان باريه في غزة لا يعكس فقط أزمة صحية صامتة، بل يكشف سياسة قتل بطيء يمارسها الاحتلال عبر الحصار. الأطفال يموتون اختناقًا وجوعًا وحرمانًا من العلاج، والعالم يكتفي بالمراقبة.
ما يحدث في غزة ليس كارثة طبيعية، بل نتيجة مباشرة للحصار والعقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل بدعم دولي، في انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية..







