مخاوف من تهجير قسري وانتقادات حقوقية

"المدينة الإنسانية" في رفح: خطة إسرائيلية مثيرة للجدل بتكلفة قد تصل إلى 15 مليار شيكل

profile
  • clock 13 يوليو 2025, 1:10:43 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تحت عنوان "المدينة الإنسانية"، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير للصحفي نداف إيال عن خطة إسرائيلية ضخمة لإنشاء مخيم خيام هائل في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، سيُخصص لاستيعاب ما يصل إلى نصف مليون فلسطيني. وقد أثارت هذه الخطة موجة من الانتقادات الواسعة داخل إسرائيل وخارجها، سواء على المستوى الأمني أو الإنساني، في ظل تعقيدات سياسية واقتصادية متزايدة.

تكلفة باهظة وتمويل غير مضمون

بحسب مسؤولين إسرائيليين كبار، تتراوح تكلفة إنشاء هذا المخيم بين 10 و15 مليار شيكل، وهي مبالغ طائلة يتحمّلها دافع الضرائب الإسرائيلي. وأشاروا إلى أن الحكومة وافقت مبدئيًا على تخصيص مئات الملايين من الدولارات للمرحلة الأولى من التنفيذ، في ظل تعهدات مبهمة بتعويضات محتملة من دول عربية، مثل السعودية والإمارات، عند توليها مهمة إعادة إعمار القطاع. غير أن هؤلاء المسؤولين أنفسهم اعتبروا هذا الاحتمال "قريبًا من المستحيل"، مشككين في أن المشروع سيُنجز كما هو مخطط له.

الجيش الإسرائيلي يعارض.. وزامير يحذّر

الجدير بالذكر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، أعرب عن اعتراضه الصريح على هذه الخطة خلال اجتماعات حكومية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وصرّح بأن "تجهيز المنطقة يُضعف قدرة الجيش على تنفيذ مهامه الرئيسية في قطاع غزة، وعلى رأسها محاربة حركة حماس وإعادة المختطفين".

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، أمر نتنياهو الجيش بإعداد خطة تحضيرية في غضون أيام، ما يشير إلى مضي الحكومة في المشروع رغم المعارضة العسكرية الداخلية.

مخاوف من تهجير قسري وانتقادات حقوقية

تتعامل منظمات إنسانية مع المشروع بوصفه تعبيرًا عن التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم، معتبرة أن الهدف الحقيقي هو خلق فصل دائم بين سكان القطاع وشمال غزة، دون نية حقيقية للسماح بعودتهم. وتشير تفاصيل المشروع إلى نية إنشاء منطقة "مغريّة" للفلسطينيين عبر توفير الغذاء والمساعدات الطبية والتعليم، لكن كل ذلك يتم داخل خيام مخصصة للإقامة الطويلة، مما يعيد إلى الأذهان مشاهد اللجوء القسري الممتد لعقود.

تصريحات مالية مثيرة للجدل

من جانبه، ردّ مكتب وزير المالية سموتريتش على الانتقادات، واصفًا إياها بأنها "محاولات لنسف خطة رئيس الوزراء للفصل الإنساني بين حماس والشعب الفلسطيني". وأكد المكتب أن التمويل الذي جرى تخصيصه هو "لإعداد منطقة محمية للسكان"، معتبرًا أن "تكاليف الحرب تجاوزت مئات المليارات دون قرار واضح"، وأن "رعاية المدنيين بالشكل المناسب وخنق حماس هما السبيل الأمثل لتحقيق النصر".

مستقبل غير مؤكد

في ظل الانقسامات الحادة حول المشروع، تظل خطة "المدينة الإنسانية" محل جدل واسع، إذ لا تقتصر تداعياتها على الجانب الإنساني فحسب، بل تمتد لتطال الأمن الإسرائيلي والعبء المالي الكبير على الموازنة العامة. وبينما ترى الحكومة فيها حلاً مؤقتًا للأزمة، ينظر إليها كثيرون كخطوة نحو مزيد من التعقيد السياسي والانفجار الإنساني.

التعليقات (0)