تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد العقيد عبدالعزيز الكندري، مساعد مدير إدارة الخدمات الإلكترونية في الإدارة العامة لشؤون الإقامة بوزارة الداخلية الكويتية، أن دولة الكويت لا تفرض أي حظر على دخول مواطني أي جنسية إلى أراضيها، باستثناء ما يُعرف بـ"جنسية الاحتلال"، في إشارة واضحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. يأتي هذا التصريح في إطار حرص الكويت على تنظيم إجراءات الدخول والإقامة، مع الالتزام بالمرسوم الأميري الذي يعتبر الدولة في حالة حرب مع هذا الكيان، وفق ما نقلته صحيفة القبس الكويتية.

جاء تصريح العقيد الكندري خلال عرض مرئي قدمه اليوم الأربعاء في مركز التواصل الحكومي بالكويت، حيث أوضح أن جميع جنسيات العالم مرحب بها في البلاد، باستثناء الجنسية المرتبطة بـ"كيان الاحتلال". ويأتي ذلك ضمن سياسة الكويت الثابتة التي تهدف إلى الحفاظ على الأمن القومي، وفي الوقت ذاته تشجيع السياحة والاستثمارات الدولية من مختلف دول العالم، بما يعزز مكانة الكويت كوجهة آمنة وجاذبة للمسافرين ورجال الأعمال.

الكويت وسياسة العلاقات مع إسرائيل

تُعد الكويت والمملكة العربية السعودية، بحسب تصريحات العقيد الكندري والمصادر الرسمية، الدولتين الوحيدتين من بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي التي لا تقيمان أي شكل من أشكال العلاقات مع إسرائيل. وعلى النقيض من ذلك، ترتبط كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين بعلاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية كاملة مع إسرائيل، بموجب اتفاقيات معلنة تشمل التعاون التجاري والاستثماري والسياحي.

أما دول الخليج الأخرى، مثل قطر وسلطنة عمان، فتحافظ على قنوات تنسيق محدودة مع إسرائيل دون إقامة علاقات رسمية، مما يبرز موقف الكويت الواضح في تبني سياسات مستقلة قائمة على مبادئها الوطنية والدولية، مع الالتزام بالمرسوم الأميري الذي يحظر إقامة أي علاقات رسمية مع "جنسية الاحتلال".

خطوات الكويت لتعزيز خدمات الإقامة

أكد العقيد الكندري خلال العرض المرئي على أن الكويت تعمل على تطوير إدارة الخدمات الإلكترونية في الإدارة العامة لشؤون الإقامة، لتسهيل إجراءات دخول وإقامة الأجانب في البلاد. وتشمل هذه الإجراءات:

تسهيل تأشيرات الدخول: حيث يمكن لجميع الجنسيات، باستثناء إسرائيل، التقديم للحصول على تأشيرات الدخول إلى الكويت بكل يسر وسهولة عبر المنصة الإلكترونية.

تحسين تجربة الوافدين: بتقديم خدمات إلكترونية متقدمة تساعد المقيمين على تجديد إقاماتهم وإتمام معاملاتهم الرسمية دون الحاجة للانتظار الطويل في المكاتب الحكومية.

تعزيز الأمن الوطني: مع مراقبة دقيقة لضمان عدم دخول أي مواطن من الجنسيات الممنوعة، بما يعزز السلامة العامة ويحافظ على استقرار الدولة.

أهمية تصريح الكندري للمستثمرين والسياح

تصريح العقيد عبدالعزيز الكندري يمثل رسالة طمأنة للمستثمرين والسياح من مختلف أنحاء العالم بأن الكويت ترحب بهم، وتفتح أبوابها لجميع الجنسيات، مع الحفاظ على سياسات أمنية واضحة. ويُعد هذا التوجه جزءًا من استراتيجية الكويت لتعزيز الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة في قطاعات التجارة والسياحة والخدمات.

كما يعكس هذا التصريح التزام الكويت بالشفافية في التعامل مع القوانين والسياسات المتعلقة بالإقامة والدخول، بما يوفر بيئة واضحة للمستثمرين والشركات الأجنبية التي ترغب في العمل داخل الدولة، دون أي تعقيدات غير مبررة.

الكويت والعلاقات الدبلوماسية في الخليج

توضح تصريحات العقيد الكندري الفروق بين سياسات الدول الخليجية في التعامل مع إسرائيل. فبينما تقيم الإمارات والبحرين علاقات رسمية، تظل الكويت من الدول المحافظة على موقفها الرافض لإقامة أي علاقات دبلوماسية أو اقتصادية رسمية مع "جنسية الاحتلال".

هذا الموقف يعكس التزام الكويت بالمرسوم الأميري وبالسياسات الوطنية، ويظهر موقفها الثابت على المستوى الإقليمي والدولي، بما يعزز دورها كمركز سياسي واستراتيجي مهم في الخليج.

تؤكد تصريحات العقيد عبدالعزيز الكندري أن الكويت ترحب بجميع الجنسيات حول العالم، مع استثناء "جنسية الاحتلال" الإسرائيلي وفقًا للمرسوم الأميري. كما تعكس هذه التصريحات التزام الدولة بسياسة واضحة تحافظ على الأمن القومي وتدعم التطوير الاقتصادي والسياحي، من خلال خدمات الإقامة الإلكترونية المتقدمة التي توفرها الإدارة العامة لشؤون الإقامة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن موقف الكويت الثابت فيما يخص العلاقات مع إسرائيل يميزها عن بعض دول الخليج الأخرى، ويعكس استقلالية قراراتها السياسية، مع توفير بيئة آمنة وجاذبة للاستثمارات والسياحة الدولية.

الكويت بذلك تثبت مرة أخرى أنها دولة تجمع بين الترحيب العالمي للأجانب من جميع أنحاء العالم وبين الالتزام الصارم بمبادئها الوطنية والدولية، لتظل وجهة مميزة للزوار والمستثمرين على حد سواء.