منظمات حقوقية توثق جرائم الكلاب العسكرية

الكلاب العسكرية الإسرائيلية.. أداة جديدة في حرب الإبادة ضد سكان غزة

profile
  • clock 13 يوليو 2025, 2:31:02 م
  • eye 435
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

لم تكن الغارات الجوية وحدها من يزرع الرعب في قلوب الفلسطينيين في قطاع غزة، فحتى الكلاب العسكرية أصبحت أحد وجوه القتل والترهيب، تسلّطها قوات الاحتلال على المدنيين ضمن منظومة حرب شاملة تستهدف الإنسان الفلسطيني بكل الوسائل.

في أحد الأحياء الشرقية من مخيم النصيرات وسط القطاع، استفاقت السيدة "أم سائد" وأطفالها ليس على صوت قصف، بل على نباح كثيف ينبعث من كل زقاق. وما لبثت أن تسللت إلى النافذة حتى رأت كلابًا عسكرية إسرائيلية تجوب الحي بحثًا عن هدف، في مشهد لم يعد نادرًا في غزة المحاصرة.

الكلاب العسكرية.. ذراع من أذرع الإرهاب الميداني

تستخدم قوات النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي الكلاب الهجومية المدربة ضمن وحدات خاصة تُعرف بـ"عوكيتس"، وقد تحوّلت هذه الكلاب إلى أداة فعالة في العمليات البرية داخل الأحياء المأهولة، حيث يتم إرسالها في دوريات ليلية للبحث عن مقاومين أو ترهيب المدنيين.

وتؤكد شهادات ميدانية أن هذه الكلاب تُطلق على المنازل المغلقة والأنفاق والملاجئ قبل دخول الجنود، وغالبًا ما تقوم بهجمات مباشرة على المدنيين العُزّل، بعضها ينتهي بالموت.

منظمات حقوقية توثق جرائم الكلاب العسكرية

بحسب تقرير صادر عن صحيفة الغارديان البريطانية، نقلًا عن منظمة Euro-Med Human Rights Monitor، فقد تم توثيق 146 هجومًا شنته كلاب عسكرية إسرائيلية على مدنيين فلسطينيين، بمن فيهم أطفال وكبار سن، منذ أكتوبر 2023 حتى 12 يونيو 2025.

وأسفرت هذه الهجمات عن:

استشهاد 3 مدنيين فلسطينيين.

إصابات بليغة، منها ما أدى إلى بتر أطراف وتهتك في العظام.

إعاقات جسدية ونفسية دائمة.

وأكد أحد المسعفين في جمعية الهلال الأحمر أن الطواقم الطبية لا تتمكن من الوصول إلى المصابين إلا بعد انسحاب القوات، وفي كثير من الحالات يكون النزيف قد أودى بحياة المصاب.

تقنيات متقدمة.. ورغبة في الإذلال

وفقًا لتقارير حقوقية، زوّدت إسرائيل الكلاب العسكرية بكاميرات حرارية وأجهزة إرسال لاسلكي، وتُستخدم هذه الكلاب لاستكشاف المنازل والمنشآت، وغالبًا ما تُطلق لمهاجمة المدنيين بشكل مباشر، دون تدخل من الجنود، بل وبتشجيع منهم في أحيان كثيرة.

وفي مقاطع منشورة عبر موقع وزارة الدفاع الإسرائيلية، تباهى الاحتلال بـ"إنجازات وحدة عوكيتس" في غزة، مشيرًا إلى "اكتشاف عبوات ومخازن أسلحة"، في محاولة لتبرير استخدام هذه الوسيلة في حربٍ تُمارس فيها إسرائيل أبشع أساليب العقاب الجماعي.

سياق أوسع: الإبادة الجماعية مستمرة

تأتي هذه الممارسات في إطار حرب إبادة شاملة يشنّها الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي، شملت:

أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.

مجاعة خانقة أزهقت أرواح العديد من الأطفال.

تدمير واسع للبنية التحتية وتشريد مئات الآلاف.

ورغم نداءات المجتمع الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، تواصل إسرائيل جرائمها، وتضيف "الكلاب العسكرية" إلى قائمة أدوات القتل الممنهج في قطاع غزة.

التعليقات (0)