تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في موقف سياسي جريء، دعا الحزب الوطني الاسكتلندي الحكومة البريطانية إلى التوقف عن اختلاق الأعذار والانضمام إلى الدول الأوروبية الأخرى في الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدًا أن تأخير هذه الخطوة يعني التواطؤ الصريح في المذبحة الجارية بقطاع غزة.

ماكرون يحفّز الزخم الأوروبي.. واسكتلندا تضغط

وجاءت تصريحات الحزب عقب خطاب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة المتحدة، قال فيه إن الاعتراف بفلسطين هو "السبيل الوحيد نحو السلام"، بحسب وكالة بي إيه ميديا البريطانية.

وأشار الحزب الاسكتلندي إلى أن فرنسا تتحرك ضمن زخم أوروبي متزايد نحو الاعتراف بفلسطين، في حين أن الحكومة البريطانية لا تزال تماطل وتتجاهل مسؤوليتها السياسية والأخلاقية.

بريندان أوهارا: على حكومة بريطانيا أن تتحرك أو تتحمّل مسؤولية التواطؤ

قال بريندان أوهارا، المتحدث باسم الحزب الوطني الاسكتلندي لشؤون الشرق الأوسط:
"لو كانت الحكومة البريطانية تتمتع بذرة من الشجاعة، لتحركت فورًا لإيقاف بيع الأسلحة لإسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين."

وأضاف: "بعد أسبوع جديد من المجازر في غزة، باتت مسؤولية حزب العمال أن يبدأ هذا الأسبوع بخطوتين ملموستين: وقف مبيعات السلاح والاعتراف بفلسطين."

وأكد أن ماكرون كان واضحًا في موقفه، وأن الزخم الدولي يتطلب تحركًا بريطانيًا جادًا، وليس المزيد من الأعذار.

رسالة إلى كير ستارمر: "كفى ترددًا.. اعترفوا بدولة فلسطين"

وجّه الحزب نداء مباشرًا إلى كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني، داعيًا إياه إلى الانضمام للموقف الفرنسي دون مزيد من التأجيل الضار، موضحًا أن الاعتراف بفلسطين هو الاختبار الحقيقي لأي من يدّعي دعم حل الدولتين.

وقال أوهارا: "إذا لم تستخدم وستمنستر سلطتها هذا الأسبوع، فستكون شريكة في منح نتنياهو حصانة لمواصلة ارتكاب مذابح أسبوعية."

144 دولة تعترف بفلسطين.. فإلى متى الانتظار؟

أشار الحزب إلى أن 144 عضوًا في الأمم المتحدة، من ضمنهم إيرلندا وإسبانيا والنرويج، قد اعترفوا بدولة فلسطين بالفعل، متسائلًا عن سبب تخلّف المملكة المتحدة عن الانضمام لهذا التوجه العالمي رغم ادعائها دعم السلام في الشرق الأوسط.

مأساة غزة.. أرقام تصرخ

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل بدعم أمريكي حربها الدموية على قطاع غزة، في عدوان وصفته محكمة العدل الدولية بأنه يرقى إلى الإبادة الجماعية.

وحتى الآن، أسفرت الحرب عن:

نحو 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

أكثر من 11 ألف مفقود.

مجاعة خانقة أزهقت أرواح العشرات من الأطفال.

دمار واسع وتشريد مئات الآلاف من السكان.

ورغم نداءات المجتمع الدولي، تستمر الحرب وسط تواطؤ دولي وصمت رسمي بريطاني، ما دفع الحزب الوطني الاسكتلندي لرفع صوته مطالبًا بكسر هذا الصمت واتخاذ موقف شجاع في وجه المذبحة.