تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

رفضت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مزاعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي حاول من خلالها التشكيك في صحة تقريرها الصادر في 11 يوليو الجاري، والذي اتهمته فيه بـ"إطالة أمد الحرب على قطاع غزة لأغراض سياسية تتعلق ببقائه في الحكم".

وفي بيان رسمي نشرته الصحيفة، أكدت أن رد مكتب نتنياهو لم ينفِ الحقائق التي وردت في التقرير، وأن تحقيقها الصحفي استند إلى وثائق رسمية ومقابلات مع أكثر من 110 مسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة والعالم العربي، إلى جانب مراجعة عشرات الوثائق العسكرية والسجلات الحكومية.

أهداف سياسية على حساب الدم الفلسطيني

تقرير الصحيفة كشف أن نتنياهو ألغى اتفاق هدنة في غزة كان من شأنه أن يفضي إلى إطلاق سراح 30 أسيرًا إسرائيليًا، فقط لتجنب تهديد وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة.

كما أشار التقرير إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية عرقل جهودًا أمريكية لتطبيع العلاقات مع السعودية، كانت مشروطة بإنهاء العدوان على غزة، وذلك بسبب معارضة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المعروف بمواقفه المتطرفة.

الصحيفة ترد: "دورنا كشف الحقيقة ومحاسبة القادة"

وفي ردّها على بيان مكتب نتنياهو الذي وصف تغطية الصحيفة بأنها "تشويه لإسرائيل وجيشها وشعبها"، قالت نيويورك تايمز:
"دورنا كصحفيين مستقلين هو نقل المعلومات الحيوية والكشف عنها للمصلحة العامة، ومحاسبة القادة بغض النظر عن انتمائهم الحزبي."

وأضافت أن "ما يُظهره تحقيقنا بالتفصيل هو كيف ساعد إطالة أمد الحرب في غزة نتنياهو على تعزيز موقعه السياسي والبقاء في السلطة"، مؤكدة أن الرد الرسمي من حكومة الاحتلال لم يقدّم ما ينقض هذه الوقائع المدعومة بالمصادر.

حرب الإبادة في غزة: مجازر، تجويع، ودمار شامل

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشنّ إسرائيل عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة بدعم أمريكي مباشر، في حرب وصفتها تقارير أممية وحقوقية بأنها "إبادة جماعية"، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير.

وحتى الآن، أسفرت الحرب عن:

نحو 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

أكثر من 11 ألف مفقود، لا يزال مصيرهم مجهولًا.

مجاعة حادة أودت بحياة الكثيرين، بمن فيهم أطفال.

دمار واسع للبنية التحتية والسكنية، وتشريد مئات الآلاف من السكان.

وقد تجاهلت إسرائيل بشكل متعمد النداءات الدولية، بما فيها أوامر صادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف القتال وإنهاء المجازر بحق المدنيين.

 الصحافة تكشف، والحقيقة تُدين

رغم محاولات نتنياهو نفي الاتهامات، تؤكد صحيفة نيويورك تايمز أنها تقف على أرضية مهنية وأخلاقية قوية، وأنها لن تتراجع عن كشف الحقيقة، خاصة في ظل الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، والتي باتت واضحة للعيان في كل تقرير، وصورة، وشهادة من غزة.