تصريحات مثيرة للجدل

القناة 12 الإسرائيلية: بن غفير يتهم رئيس الأركان بـ"الهوس" في معارضة احتلال غزة

profile
  • clock 13 أغسطس 2025, 1:58:56 م
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير شن هجوماً لاذعاً على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، متهماً إياه بمعارضة فكرة احتلال قطاع غزة بشكل "مهووس"، على حد وصفه. وتأتي هذه التصريحات في سياق الجدل الداخلي الإسرائيلي حول إدارة العمليات العسكرية في القطاع، وخطط ما بعد الحرب.

تصريحات مثيرة للجدل

وفقاً للقناة العبرية، فإن بن غفير اعتبر أن رئيس الأركان يتعامل مع خيار احتلال غزة برفض مطلق وغير قابل للنقاش، رغم أن بعض الأطراف السياسية والعسكرية ترى أن الاحتلال الكامل قد يكون ضرورياً لإعادة "الردع" وتدمير قدرات المقاومة الفلسطينية.

وأكد الوزير المتطرف أن استمرار العمليات العسكرية الحالية دون السيطرة الكاملة على القطاع لن يحقق الأهداف المعلنة للحرب، زاعماً أن ذلك سيترك حماس وبقية الفصائل قادرة على إعادة بناء قوتها.

خلافات داخل القيادة الإسرائيلية

تشير هذه التصريحات إلى وجود خلافات عميقة داخل القيادة الإسرائيلية بشأن المسار العسكري في غزة. ففي حين يدفع بن غفير وبعض الوزراء نحو خيار الاحتلال المباشر، يحذر قادة الجيش وأجهزة الأمن من المخاطر السياسية والعسكرية والإنسانية التي قد تترتب على هذه الخطوة.

ويرى مراقبون أن رئيس الأركان، الذي لم يُذكر اسمه صراحة في التقرير، يفضل الاكتفاء بعمليات عسكرية مركزة وضربات جوية، إلى جانب عمليات توغل محدودة، بدلاً من إعادة احتلال القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005.

مخاطر الاحتلال الكامل

يحذر خبراء عسكريون من أن احتلال غزة بالكامل سيضع الجيش الإسرائيلي في مواجهة مباشرة مع حرب عصابات طويلة الأمد داخل مناطق مكتظة بالسكان، الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجنود، إضافة إلى تداعيات سياسية واقتصادية باهظة.

كما أن السيطرة على القطاع ستضع على عاتق إسرائيل مسؤولية إدارة حياة أكثر من مليوني فلسطيني، بما يشمل توفير الخدمات الأساسية، وهو ما قد يزيد من عزلة تل أبيب دولياً ويعرضها لضغوط غير مسبوقة من المجتمع الدولي.

البعد السياسي لتصريحات بن غفير

يرى محللون أن تصريحات بن غفير لا تنفصل عن طموحاته السياسية، إذ يسعى إلى كسب دعم التيار اليميني المتشدد الذي يؤيد السياسات الأكثر عدوانية تجاه الفلسطينيين. ويعتقد هؤلاء أن الوزير يستخدم ملف غزة كأداة لتعزيز شعبيته، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة للحكومة الإسرائيلية بسبب فشلها في تحقيق "نصر حاسم" رغم مرور أشهر على الحرب.

التأثير على الوضع الميداني

رغم أن هذه الخلافات سياسية بالدرجة الأولى، إلا أنها قد تنعكس على سير العمليات الميدانية، إذ يحتاج الجيش إلى تنسيق كامل بين القيادة السياسية والعسكرية لتنفيذ أي استراتيجية.

ويرى بعض الخبراء أن استمرار الجدل العلني بين كبار المسؤولين قد يضعف الروح المعنوية للجنود، ويعطي إشارات للفصائل الفلسطينية بوجود انقسام في صفوف صناع القرار في تل أبيب.

الموقف الدولي من فكرة احتلال غزة

على الصعيد الدولي، حذرت الأمم المتحدة وعدد من العواصم الغربية من أي خطوات إسرائيلية تهدف إلى إعادة احتلال غزة، معتبرة أن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر مما يشهده القطاع حالياً.

كما شددت الولايات المتحدة على ضرورة البحث عن حلول سياسية وأمنية بديلة تضمن عدم عودة الفصائل الفلسطينية إلى تهديد إسرائيل، دون الإضرار بالمدنيين الفلسطينيين أو تعريض الاستقرار الإقليمي للخطر.

ردود الفعل الفلسطينية

من جانبها، رأت الفصائل الفلسطينية أن تصريحات بن غفير تعكس "العقلية الاستعمارية" للحكومة الإسرائيلية، مؤكدة أن أي محاولة لاحتلال غزة مجدداً ستُواجه بمقاومة شرسة وطويلة الأمد.

وقالت حماس في بيان إن الاحتلال فشل في إخضاع غزة على مدى سنوات، ولن يتمكن من تحقيق ذلك حتى لو أعاد احتلال القطاع، مشيرة إلى أن المقاومة مستعدة لكل السيناريوهات.

سيناريوهات المستقبل

بحسب المراقبين، فإن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة:

استمرار الوضع الحالي: مواصلة العمليات العسكرية دون احتلال شامل، مع التركيز على إضعاف القدرات العسكرية للفصائل.

التوغل الجزئي: السيطرة على مناطق محددة في القطاع واعتبارها مناطق عازلة، مع انسحاب تدريجي.

الاحتلال الكامل: وهو السيناريو الذي يطالب به بن غفير، لكنه يواجه معارضة شديدة من الجيش والمجتمع الدولي.

ويشير الخبراء إلى أن الخيار الثالث هو الأكثر خطورة والأقل احتمالاً في ظل التوازنات الحالية.

تكشف تصريحات بن غفير، كما نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، عن حجم الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية بشأن التعامل مع ملف غزة. وبينما يرى البعض أن الاحتلال الكامل هو الحل، يحذر آخرون من أنه سيؤدي إلى مستنقع عسكري وسياسي طويل الأمد.

وفي ظل استمرار الحرب وتعقّد المشهد الإقليمي، يبدو أن الصراع بين الرؤى السياسية والعسكرية داخل إسرائيل سيظل عاملاً مؤثراً في رسم ملامح المرحلة المقبلة، ليس فقط بالنسبة لغزة، بل للمنطقة بأكملها.

التعليقات (0)