تكبير الخط تصغير الخط

أطلقت منظمة العفو الدولية تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تدهور حالة حقوق الإنسان على مستوى العالم، مشيرة إلى أن الهجمات على النظام العالمي لحقوق الإنسان تسارعت بشكل غير مسبوق منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة. وقالت المنظمة في تقرير لها، بمناسبة مرور 100 يوم على بداية الولاية الثانية لترامب، إن الرئيس الأمريكي "أظهر ازدراءً مطلقًا للنظام العالمي لحقوق الإنسان"، وهو ما انعكس في سياسات بلاده الداخلية والخارجية.

قوى عالمية تقوّض القانون الدولي

ولم تقتصر الانتقادات على الولايات المتحدة فقط، إذ أشارت العفو الدولية إلى أن دولًا كبرى مثل روسيا والصين تلعب دورًا محوريًا في تقويض مكتسبات القانون الدولي، وتحديدًا في مجالات مكافحة الفقر، ومناهضة التمييز، وحماية الفئات المهمشة. وأكدت المنظمة أن هذه الدول تسهم بشكل مباشر في تقويض الأسس التي قام عليها النظام الحقوقي الدولي، سواء من خلال التدخلات العسكرية، أو الدعم غير المشروط لأنظمة قمعية.

غزة: إبادة جماعية على الهواء مباشرة

وفي سياق متصل، سلط التقرير الضوء على ما يجري في قطاع غزة، معتبرًا أن العالم "يتفرج مباشرة على الهواء دون اكتراث على الإبادة التي يشهدها القطاع منذ أكثر من عام". وأكدت المنظمة أنها وثّقت ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، محذرة من أن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من الصمت الدولي.

الضفة الغربية: تصاعد في العنف ونظام فصل عنصري متجذر

كما تناول التقرير الأوضاع في الضفة الغربية، لافتًا إلى أن الاحتلال بات يعتمد بشكل أكبر على العنف المنهجي لتكريس نظام الفصل العنصري. وأشارت المنظمة إلى أن السياسات الصهيونية في الضفة تتجه نحو المزيد من التشدد، بما يهدد فرص السلام ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.

دعوة لتحرك دولي عاجل

في ختام تقريرها، دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والفعال لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وإعادة الاعتبار للقانون الدولي، ووقف الإبادة المستمرة بحق المدنيين في غزة. وأكدت أن الصمت والتقاعس يشجعان الجناة ويزيدان من معاناة الضحايا في مختلف أنحاء العالم.