تكبير الخط تصغير الخط

أثارت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو موجة من الجدل والدهشة داخل المؤسسة الأمنية في الكيان الصهيوني، بعد أن كشف في حديث علني تفاصيل حساسة تتعلق بعملية استخباراتية معقدة ضد عناصر من حزب الله.

وبحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن نتنياهو أفصح علنًا عن معلومات شديدة السرية تتعلق بتفجير أجهزة بيجر استخدمها حزب الله، كما كشف عن طبيعة العملية الاستخباراتية التي سبقت التفجير، وهو ما اعتبر خرقًا للبروتوكولات الأمنية المعتمدة في التعامل مع العمليات السرية.

تفاصيل عن استهداف معدات إيرانية

وفي تصريحاته، كشف نتنياهو أن "إسرائيل" قصفت جهازًا لفحص المتفجرات، كان من المفترض نقله من إيران إلى لبنان لاستخدامه في مسح أجهزة البيجر. ووفقًا لمصادر القناة 12، فإن هذه المعدات كانت ستستخدم لتأمين وسائل الاتصال الخاصة بعناصر حزب الله، وربما أيضًا لضمان سريتها خلال التحركات الميدانية.

وبحسب التقرير، فإن هذا النوع من الأجهزة يُعد متطورًا جدًا، ويعتمد على تقنيات إيرانية دقيقة تهدف إلى رصد التلاعب أو التجسس على معدات الاتصال الخاصة بالحزب.

غضب وتحفظ داخل المؤسسة الأمنية

نقلت القناة عن مصادر مطلعة أن المعلومات التي أفصح عنها نتنياهو تُعد "بالغة السرية"، ولا يعرف تفاصيلها إلا عدد محدود من المسؤولين في جهاز الأمن الصهيوني. وأثار كشفه العلني لتلك المعطيات دهشة كبيرة، إذ يُعتقد أن هذا التصرف قد يعرض مصادر استخباراتية للخطر، كما قد يؤثر على العمليات المستقبلية في هذا السياق.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا الإفشاء غير المألوف إلى توتر داخل دوائر الأمن والجيش، خاصة أن المؤسسة الأمنية الصهيونية معروفة بتكتمها الشديد بشأن العمليات الحساسة.

تسييس الأمن

ويثير هذا الكشف العديد من التساؤلات، هل كان نتنياهو قد تعمد الكشف عن تلك المعلومات في سياق سياسي داخلي، خصوصًا في ظل الضغوط التي يواجهها على المستوى السياسي والقضائي. ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها محاولة لصرف الأنظار أو تعزيز صورته الأمنية، ولو على حساب بروتوكولات حساسة.

ويُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة نقاشًا داخليًا في الاحتلال حول حدود الإفصاح السياسي عن العمليات الاستخباراتية، ومدى تأثير ذلك على الأمن القومي والسرية العسكرية.