مجازر مستمرة وإبادة ممنهجة

العشائر الفلسطينية تدخل على خط المساعدات في غزة: "مصايد الموت" تتطلب حلولًا محلية

profile
  • clock 25 يونيو 2025, 3:51:59 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
العشائر الفلسطينية

محمد خميس

دعوات لتنسيق أمني مع المؤسسات الأممية وتأمين القوافل من الفوضى والاستهداف الإسرائيلي

أعلن "التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية" في قطاع غزة، وهو إطار شعبي غير حكومي، عن مباشرة العشائر الفلسطينية قريبًا مهام تأمين قوافل المساعدات الإنسانية، بالتعاون مع المؤسسات الأممية، في خطوة تهدف إلى وقف الفوضى والنهب، وحماية أرواح الفلسطينيين من المجازر المتكررة التي تُرتكب قرب مراكز توزيع المساعدات.

وقال التجمع في بيان إنّ مناطق انطلاق الشاحنات ومواقع التوزيع العشوائية تحوّلت إلى "مصايد موت"، في إشارة إلى عمليات القنص والاستهداف التي نفذتها قوات الاحتلال ضد المدنيين المجوّعين، مطالبًا الأهالي بتجنب التوجه إلى تلك المناطق العشوائية، والانتظار حتى تفعيل الآلية الجديدة.

آلية جديدة لضمان التوزيع العادل

وأكد البيان أن المساعدات ستُوزع عبر المؤسسات الدولية بآلية منصفة وعاجلة تشمل جميع الأسر دون تمييز، مع الحفاظ على كرامة الفلسطينيين في ظل ظروف إنسانية شديدة القسوة.

وتأتي هذه المبادرة العشائرية في ظل تزايد الانتقادات الدولية لـ"الآلية القاتلة" التي تدير بها "مؤسسة غزة الإنسانية" توزيع المساعدات، والتي تُتهم بتحويل العمل الإنساني إلى أداة ضغط عسكرية وسياسية.

خلفية: "مؤسسة غزة الإنسانية" تثير الجدل

وتتولى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة حديثة التأسيس مدعومة من الولايات المتحدة، إدارة ما يُعرف بـ"الفقاعات الإنسانية"، وهي مناطق محاطة بحواجز وأسوار، يُسمح بالدخول إليها فقط بعد تحقق "الهوية البيومترية"، في نظام رقابي أمني صارم اعتبره حقوقيون "انتهاكًا إضافيًا لكرامة الفلسطينيين".

وقد تأسست هذه المؤسسة رسميًا في شباط/فبراير الماضي، ويترأسها "جيك وود"، وهو قناص سابق في قوات المارينز، سبق له أن خدم في العراق وأفغانستان، وعبّر صراحة عبر حساباته على وسائل التواصل عن تعاطفه مع الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم الدعم الأميركي للمؤسسة، لم تُعلن واشنطن رسميًا عن حجم مساهمتها فيها، ما أثار تساؤلات حول الطابع الحقيقي لهذه المبادرة "الإنسانية".

انتقادات أممية مستمرة

تواصل المؤسسات الأممية، وعلى رأسها المرصد الأورومتوسطي ومجلس حقوق الإنسان، التحذير من أن آلية توزيع المساعدات الحالية أصبحت سلاحًا في يد الاحتلال، وتُستخدم كأداة عقاب جماعي للفلسطينيين عبر التجويع والاستهداف المباشر.

مجازر مستمرة وإبادة ممنهجة

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب قوات الاحتلال، بدعم أميركي مطلق، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت عمليات قتل وتجويع وتدمير ممنهج، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 188 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة خانقة ودمار واسع طال كل مناحي الحياة.

في ظل تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته، وفساد آليات التوزيع المفروضة بالقوة، تمثل مبادرة العشائر الفلسطينية محاولة لبناء آلية حماية ذاتية تحمي المدنيين من القتل المجاني، وتعيد بعضًا من الكرامة إلى المشهد الإنساني في غزة، الذي تحوّل إلى رمز عالمي للصمت والخذلان.

التعليقات (0)