-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
السويداء تحت النار: اشتباكات طائفية وتدخل إسرائيلي يهدد وحدة سوريا
الدليمي لـ"180 تحقيقات": تبعات الأزمة: انقسام داخلي وتفكك وشيك
السويداء تحت النار: اشتباكات طائفية وتدخل إسرائيلي يهدد وحدة سوريا
-
14 يوليو 2025, 8:01:12 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدليمي
خاص – موقع "180 تحقيقات"
تصاعد التوتر في السويداء: اشتباكات دامية تؤجج الصراع
في تطور خطير وغير مسبوق منذ بداية الأزمة السورية، اندلعت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الأخيرة في محافظة السويداء بين فصائل درزية من جهة، ومجموعات عشائرية بدوية سنية من جهة أخرى، وذلك عقب حادثة خطف وسرقة استهدفت رجلاً درزياً، ما أجج حالة من الاحتقان والانتقام المتبادل.

وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا، وفق مصادر محلية، فيما تؤكد تقارير أخرى أن العدد قد تجاوز 37 قتيلًا، فضلًا عن مئات الجرحى، ما يُنذر بتحول الجنوب السوري إلى ساحة صراع طائفي مفتوح.
الحكومة السورية تتدخل... ولكن دون ترحيب
في محاولة لاحتواء الموقف، أرسلت الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع تعزيزات عسكرية إلى السويداء، شملت دبابات وقوات أمنية. غير أن هذه الخطوة وُوجهت برفض واسع من الطائفة الدرزية وقياداتها الروحية والاجتماعية، الذين طالبوا بـ"حماية دولية" بدلاً من تدخل الحكومة المركزية، معتبرين ذلك تدخلاً غير مرحب به في شؤونهم الداخلية.
تدخل إسرائيلي علني... حماية أم هيمنة؟
الأكثر خطورة كان التدخل العلني للاحتلال الإسرائيلي، حيث نفذت طائرات إسرائيلية غارات استهدفت دبابات سورية كانت في طريقها نحو السويداء، بذريعة "حماية الدروز من الخطر السوري". وقد صرح كل من الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي والوزير الإسرائيلي إيلي كوهين بأن هذه الضربة هي "رسالة تحذير" للحكومة السورية.
هذا التدخل يُعد سابقة خطيرة في الصراع السوري، ويعكس استراتيجية إسرائيلية متواصلة لتثبيت نفوذها في جنوب سوريا عبر دعم مباشر للطائفة الدرزية، عسكريًا وإنسانيًا، كما ظهر في مناسبات سابقة كإسقاط مساعدات بالطائرات في مايو الماضي.
الموقف الدرزي: بين الاستقلال والارتهان

المجتمع الدرزي في السويداء اليوم يقف عند مفترق طرق حساس؛ إذ تنقسم الفصائل بين تيارات تُفضل الاستقلال التام عن دمشق، وأخرى تفتح باب التعامل مع إسرائيل عمليًا.
في المقابل، دان الزعماء الروحيون والدينيون، وعلى رأسهم شيخ العقل حكمت الهجري، بشدة التدخل الإسرائيلي، مؤكدين تمسك الطائفة بوحدة الدولة السورية. إلا أن تزايد الانتهاكات والاعتقالات ضد دروز في مناطق أخرى مثل جرمانا والسعنيا، ساهم في تقويض ثقة المجتمع المحلي في السلطة المركزية.
تبعات الأزمة: انقسام داخلي وتفكك وشيك
يشير المحللون إلى أن رفض المجتمع المحلي للتدخلات الحكومية وتزايد التدخلات الخارجية قد يُعمّق من هشاشة الدولة السورية ويزيد من خطر تفكك الأمن القومي جنوب البلاد.
في هذا السياق، قال المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي في تصريح خاص للموقع: "الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستثمار الفوضى في الجنوب السوري من أجل زرع أسافين داخل الدولة، وتمهيد الطريق أمام تنفيذ مخططاته الكبرى، التي تبدأ من تحجيم نفوذ محور المقاومة ولا تنتهي عند تقسيم سوريا."
سيناريوهات مستقبلية محتملة
مع تعقد المشهد، تظهر عدة سيناريوهات محتملة:
استمرار العنف الطائفي نتيجة شعور الدروز بالتهديد من جميع الأطراف، مما قد يُشعل موجة انتقامية جديدة.
تعزيز التدخل الإسرائيلي سياسيًا وعسكريًا، في محاولة لتحويل الدروز إلى "حليف ميداني" على الأرض.
دعوات متصاعدة لحماية دولية في ظل غياب ثقة محلية بالحكومة السورية.
مطالبات بحكم شبه ذاتي أو فيدرالي للدروز، وهو ما قد يفتح باباً لتفكك الدولة السورية في حال عجز الحكومة عن فرض سلطة مركزية عادلة وشاملة.
أسئلة مفتوحة ومشهد مرتبك
في ضوء هذا الواقع الهش، تبرز تساؤلات حرجة:
هل تتكرر المظاهرات الرافضة لأي تدخل خارجي؟
كيف سترد السلطة السورية؟ هل ستُجري تفاهمات موضعية أم تستعيد السيطرة بالقوة؟
وهل تتدخل قوى خارجية أخرى في الملف الدرزي؟
حتى الآن، الدعم الدولي لا يزال محدودًا، في حين تُراكم إسرائيل نفوذًا ناعمًا وخشنًا في جنوب سوريا، في ظل انكشاف الدولة السورية.









