الأهداف الخفية وراء التدخل الإسرائيلي والتبعات المحتملة

أحداث السويداء في سوريا: خلفيات التوتر وتداعيات التدخل الإسرائيلي

profile
  • clock 14 يوليو 2025, 8:04:21 م
  • eye 526
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس.. خاص موقع 180 تحقيقات

تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا حالة من الغليان السياسي والاجتماعي، حيث تصاعدت الاحتجاجات والحركات المعارضة خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم الأزمات الاقتصادية. وعلى الرغم من أن الحراك في بدايته كان يحمل طابعًا مدنيًا وسلميًا، فإن التفاعلات الإقليمية والدولية، خصوصًا تدخل الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الدروز، أضفت على المشهد أبعادًا معقدة وخطيرة.

خلفية الأزمة في السويداء

بدأت الاحتجاجات في السويداء تعبيرًا عن رفض السياسات الحكومية في دمشق، خصوصًا بعد انهيار الليرة السورية ورفع الدعم عن المواد الأساسية. ومع مرور الوقت، تطور الحراك ليأخذ شكلًا سياسيًا، مطالبًا بالإصلاح الجذري، واللافت أن الطائفة الدرزية في السويداء لعبت دورًا محوريًا في تنظيم هذه التحركات، لما تتمتع به من خصوصية اجتماعية وتاريخية ضمن التركيبة السورية.

التدخل الإسرائيلي: دعم أم توظيف سياسي؟

وسط هذا السياق المضطرب، برز التدخل الإسرائيلي بشكل لافت، حيث بدأ الاحتلال بإظهار تعاطف سياسي وإعلامي مع الطائفة الدرزية في السويداء، بحجة حماية "حقوق الأقليات". غير أن هذا الدعم يُنظر إليه على نطاق واسع كجزء من مخطط استراتيجي لزرع الفتنة داخل سوريا وتفتيت نسيجها الوطني.

وقد حذّر عدد من المحللين السياسيين من أن إسرائيل تسعى لاستغلال التوترات الداخلية بهدف تعزيز نفوذها في الجنوب السوري، وفتح جبهة جديدة تؤمّن من خلالها حدودها الشمالية، خاصة في ظل تراجع قبضة الدولة السورية على بعض المناطق.

الأهداف الخفية وراء التدخل الإسرائيلي

يرى مراقبون أن ما تقوم به إسرائيل في السويداء ليس مجرد تدخل عابر، بل هو جزء من مشروع أوسع لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية في المنطقة. وتسعى تل أبيب، من خلال دعم بعض الحركات المحلية، إلى:

خلق منطقة نفوذ حليفة لها داخل سوريا

منع تموضع أي قوى معادية على مقربة من حدودها، خصوصًا حزب الله وإيران

فرض واقع سياسي وأمني جديد يسهّل تسويات مستقبلية معها

ويُرجّح أن يكون الهدف النهائي هو دفع سوريا نحو اتفاق سلام مع إسرائيل، وهو ما اعتبره بعض المحللين "إنجازًا استراتيجيًا" إذا تحقق، لما له من تأثير مباشر على العراق ولبنان، وتضييق دائرة التأثير الإيراني في المنطقة.

التبعات المحتملة على سوريا والمنطقة

إذا استمر التصعيد في السويداء وازداد حجم التدخل الإسرائيلي، فإن تبعات ذلك ستكون كبيرة على المستوى الوطني والإقليمي، ومنها:

زيادة الفجوة بين مكونات المجتمع السوري، وإضعاف التماسك الوطني

تدويل الملف السوري بشكل أكبر، وفتح الباب أمام تدخلات أجنبية جديدة

انكشاف الجنوب السوري أمنيًا، وتحويله إلى ساحة صراع إقليمي

في المقابل، قد يدفع هذا التدخل بعض القوى السورية إلى إعادة اصطفافها لمواجهة التدخلات الخارجية، ما يُنذر بموجة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري في البلاد.

التعليقات (0)