تكبير الخط تصغير الخط

أكد الأكاديمي العراقي البارز الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، أن إيران ستستمر في ضرباتها ضد الاحتلال الإسرائيلي بدرجات متفاوتة، وبأدوات غير تقليدية، ضمن استراتيجية متكاملة تستند إلى الحرب غير المتماثلة.

إيران لا تخوض حربًا تقليدية.. لكنها تُهاجم من الداخل

وأوضح الدليمي في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات أن إيران لا تشتبك بشكل مباشر بمعارك نظامية مع إسرائيل، بل تعتمد على الدعم غير المباشر للفصائل الحليفة، والطائرات المسيّرة، والصواريخ الدقيقة. كما تنفذ عمليات إلكترونية واستخباراتية تستهدف البنية التحتية والأنظمة الأمنية الإسرائيلية.

وأشار إلى أن طهران نقلت المعركة تدريجيًا إلى الداخل الإسرائيلي، سواء عبر حلفائها في محور المقاومة، أو من خلال ضربات رمزية موجهة نحو مواقع عسكرية واستخباراتية في تل أبيب ومحيطها.

الرد الإسرائيلي.. محسوب ومحدود

أما بشأن رد الفعل الإسرائيلي، فقد أوضح الدكتور الدليمي أن تل أبيب تتحرك ضمن إطار ردع متبادل غير معلن، وتسعى إلى ضربات جوية محددة ضد أذرع إيران في لبنان وسوريا، وتنفيذ اغتيالات نوعية بحق قادة ميدانيين أو عناصر لوجستية. إضافة إلى هجمات إلكترونية مضادة قد تستهدف منشآت نووية أو شبكات حيوية داخل إيران.

وأكد أن إسرائيل تتجنب في هذه المرحلة الانخراط في حرب شاملة بسبب تعقيدات الجبهات، خاصة مع وجود تهديد من حزب الله، غزة، الضفة الغربية، وسوريا، إلى جانب الضغط الشعبي والاقتصادي الداخلي المتصاعد.

آثار الضربات الإيرانية على تل أبيب

وتحدث د. الدليمي عن الآثار العميقة التي خلفتها الضربات الإيرانية المباشرة وغير المباشرة على تل أبيب، موضحًا أن هذه الضربات:

اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بما فيها القبة الحديدية ومقلاع داوود.

أظهرت هشاشة الجبهة الداخلية، وسلطت الإعلام الإسرائيلي والدولي الضوء على حالة الرعب الشعبي.

كسرت صورة التفوق الأمني الإسرائيلي، ورسّخت فكرة أن "لا عمق آمن بعد اليوم".

إيران تعزز موقعها الإقليمي.. وإسرائيل في أضعف لحظاتها

سياسيًا واستراتيجيًا، يرى الدكتور الدليمي أن إيران نجحت في تعزيز موقعها كمحور مقاوم في المنطقة، لا سيما بعد ظهور مشاهد "تل أبيب تحت القصف" لأول مرة من قبل محور المقاومة.

وفي المقابل، وصف إسرائيل بأنها تعيش أضعف لحظاتها الاستراتيجية منذ تأسيسها، نتيجة فقدان السيطرة على تعدد الجبهات وتراجع التفوق النوعي.

الردع الإيراني يتقدّم.. والاحتلال يتآكل

بحسب الدليمي، فإن إيران لن تسعى لحرب شاملة، بل تعمل على تآكل الاحتلال الإسرائيلي ببطء من الداخل، عبر ضربات مدروسة، وتغييرات نفسية وإعلامية مدروسة. وبهذا، تتغير معادلة الردع فعليًا، وتحصد طهران مكاسب استراتيجية طويلة الأمد.