التوثيق الفوري: سلاح الفلسطينيين الرقمي

الرقمنة والقضية الفلسطينية.. كيف غيرت التكنولوجيا مشهد الإعلام والدعم الدولي؟

profile
  • clock 3 مايو 2025, 1:07:11 م
  • eye 473
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي،

في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية والسياسية، تبرز الرقمنة كعنصر حاسم في نقل الحقيقة وتعزيز الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، هذا ما يؤكده الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة بغداد،  في حديث خاص لـ"180 تحقيقات" شيرًا إلى أن التحول الرقمي بات قوة محورية في كشف المستور ونقل معاناة الفلسطينيين للعالم أجمع.

 

الرقمنة تتجاوز الرواية التقليدية

وقال الدليمي إن المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا فاعلًا في تمكين الفلسطينيين من تقديم روايتهم بأنفسهم، متجاوزين بذلك الفلاتر والتحيزات التي كثيرًا ما تشوب وسائل الإعلام التقليدية. اليوم، لم يعد الفلسطيني مجرد موضوع خبر، بل أصبح هو من يروي الخبر ويوثقه.

 

التوثيق الفوري: سلاح الفلسطينيين الرقمي

بفضل الهواتف الذكية وتطبيقات البث المباشر، أضحى توثيق الانتهاكات ونشرها ممكنًا في لحظتها. هذا التوثيق الحي ينقل المعاناة دون وسيط، ويحدث تأثيرًا عاطفيًا بالغًا في الرأي العام العالمي، ما يجبر العديد من الجهات الإعلامية على مراجعة سردياتها.

 

مجتمعات داعمة تتجاوز الحدود

 

لم تعد القضية الفلسطينية محصورة جغرافيًا. فقد أسست الرقمنة مجتمعات افتراضية من نشطاء ومناصرين حول العالم، يتشاركون المعلومات، ويطلقون الحملات، ويوحدون أصواتهم لدعم فلسطين.

الرقمنة تكشف التضليل الإعلامي

مع تصاعد التلاعب بالمعلومات، أصبحت الرقمنة أداة حيوية في كشف الأخبار الكاذبة. فقد أتاحت المصادر البديلة والتقنيات الرقمية مجالًا أوسع للتحقق من المعلومات، وتعزيز الشفافية في نقل الأحداث.

 

صوت لمن لا صوت له

في بيئة إعلامية مغلقة أو مقيدة، أتاحت الرقمنة للفلسطينيين إيصال وجهات نظرهم وتجاربهم بشكل مباشر. لم يعد الصوت الفلسطيني محجوبًا، بل صار مسموعًا ومؤثرًا عبر العالم.

 

العدوان الإسرائيلي يضرب البنية التحتية الرقمية في غزة

 

وفي الجانب المظلم من المشهد الرقمي، كان لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة آثار مدمرة على البنية التحتية الرقمية. فقد أدى القصف إلى تدمير شبكات الاتصالات والألياف الضوئية وأبراج البث، مما أحدث انقطاعات حادة في خدمات الإنترنت والاتصالات.

 

استهداف الخدمات الرقمية الحيوية

 

لم تسلم المستشفيات والوحدات الحكومية من الاستهداف، وهو ما أثر بشكل مباشر على تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والمصرفية الرقمية. في ظل هذا الدمار، يصعب على المواطنين الوصول إلى خدمات تُعد أساسية في العصر الحديث.

 

خنق المعلومات: أسلوب جديد في الحرب

فرض القيود على تدفق المعلومات بات سلاحًا بحد ذاته. فالحد من قدرة الفلسطينيين على التواصل مع العالم الخارجي هو محاولة لتكميم الأفواه الرقمية وتقييد نقل الحقيقة.

 

الاقتصاد الرقمي في مهب الريح

تعاني الشركات الناشئة والأعمال المرتبطة بالإنترنت في غزة من شلل شبه كامل. إن الضربات التي تلقتها هذه القطاعات فاقمت من الأزمة الاقتصادية، وحرمت العديد من الأسر من مصادر دخلها الأساسية.

 

الرقمنة والإعلام: تحوّل مزدوج

شهدت القضية الفلسطينية تحولًا نوعيًا في تعاطي الإعلام معها بفضل الرقمنة. فقد تحول الفلسطيني إلى "مراسل رقمي"، يقدم الحقيقة من الميدان مباشرة، في مقابل سعي الاحتلال لضرب هذه الأدوات وسلب الفلسطينيين القدرة على البث والإبلاغ.

 

ختامًا: الرقمنة سلاح ذو حدين

يؤكد الدكتور عبدالرزاق الدليمي على أن الرقمنة تمثل سلاحًا مزدوجًا في النزاعات. فهي من جهة تمكّن الشعوب من التعبير وكشف الحقائق، لكنها من جهة أخرى تُستهدف لإسكات تلك الحقائق. ومن هنا، تبرز الحاجة الماسة لحماية البنية الرقمية وضمان تدفق المعلومات بحرية وأمان.

التعليقات (0)