-
℃ 11 تركيا
-
22 يونيو 2025
الرد الإيراني على الضربات الجوية الأميركية: قراءة استراتيجية في دلالات الحدث وخيارات التصعيد
السيناريو الأخطر
الرد الإيراني على الضربات الجوية الأميركية: قراءة استراتيجية في دلالات الحدث وخيارات التصعيد
-
22 يونيو 2025, 4:31:10 م
-
431
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
في أعقاب الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، تجلت مجموعة من السمات البارزة في الرد الإيراني، تعكس تركيبة معقدة من ردود الفعل الفورية، والإشارات السياسية، والاستعدادات الأمنية، إلى جانب تحليلات معمقة لخيارات التصعيد البحري. هذا التقرير يرصد أبرز ملامح الرد الإيراني، ويقدّم خريطة تحليلية للسيناريوهات المتوقعة.
أولاً: الخصائص الفورية للرد الإيراني – إدانة لفظية وردّ صاروخي
وقال الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي في حديث خاص لـ 180 تحقيقات إنه بدأ الرد الإيراني بموجة إدانة شديدة للضربات. حيث وصف وزير الخارجية عباس عرقجي القصف الأميركي بأنه "جريمة شنيعة" وانتهاك فاضح للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن "كل الخيارات مفتوحة".
المتحدث العسكري الإيراني أكّد بدوره أن طهران تحتفظ بـ"الحق القانوني في الرد"، في ما يبدو رسالة تصعيدية مبطنة.
في الجانب العسكري، أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ استهدفت إسرائيل، وألحقت أضرارًا مادية وبشرية، مع تقارير عن توجيه جزء من هذه الضربات نحو أهداف أميركية محتملة في المنطقة.
ثانيًا: التحركات الاستخباراتية – استعداد مسبق وتأهب رقمي
بحسب تقارير استخباراتية، فإن إيران كانت على علم جزئي مسبق بالضربات، مما دفعها لنقل معظم اليورانيوم المخصّب من فوردو إلى أماكن أكثر أمانًا وتقليص عدد العاملين في المنشآت النووية.
بالتوازي، فرضت السلطات قيودًا على الإنترنت، ورفعت جاهزية الدفاعات في قواعد عسكرية عدة، تحسبًا لهجمات لاحقة قد تطال مواقع في قطر أو البحرين.
ثالثًا: الرد السياسي والدبلوماسي – تنسيق أممي وتحرك إعلامي
في موازاة التصعيد العسكري، تحركت إيران دبلوماسيًا، بدعوتها لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، بالتنسيق مع روسيا والصين.
في الداخل، قادت طهران حملة إعلامية طمأنت فيها الرأي العام بأن لا وجود لتسرب إشعاعي، مع إبراز تحركاتها الاحترازية المسبقة، ضمن استراتيجية إعلامية تهدف إلى حفظ الاستقرار الداخلي وتعزيز صورة الردع.
رابعًا: الرد المرتقب – بين الرمزية والتصعيد
التحليلات المحلية والدولية تطرح احتمالين رئيسيين لرد إيران المقبل:
الاحتمال الأول: رد رمزي محدود يشمل هجمات صاروخية على قواعد أميركية أو إسرائيلية، بما يحقق هدف الرد دون إشعال مواجهة شاملة.
الاحتمال الثاني: تصعيد شامل قد يمتد إلى إغلاق مضيق هرمز، وزيادة الأنشطة عبر وكلاء مثل الحوثيين أو حماس، ما قد يجرّ المنطقة إلى مواجهة بحرية وجوية أكثر اتساعًا.
خامسًا: السيناريو الأخطر – إغلاق مضيق هرمز
الأهمية الاستراتيجية للمضيق
يمثّل مضيق هرمز ممرًا حيويًا يمر عبره نحو 20% من النفط العالمي المنقول بحرًا، وتشترك في تصديره دول الخليج كافة. أي تهديد لهذا الشريان سيؤدي حتمًا إلى اهتزاز الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار النفط.
هل يمكن لإيران غلق المضيق؟
تقنيًا، تملك طهران الوسائل اللازمة من زوارق سريعة وألغام بحرية وصواريخ مضادة للسفن. لكنها تدرك أن هذا الخيار يعني إعلان حرب مباشر على المجتمع الدولي.
هل ستُقدم إيران على ذلك حاليًا؟
الاحتمال ضعيف، خاصة مع وجود:
رد عسكري أميركي متوقَّع.
معارضة روسية وصينية لهذا الخيار.
تفضيل إيران لحرب الوكالة والتصعيد الرمزي.
إيران بين التلويح والردع
تدرك إيران أن مضيق هرمز ليس مجرد ممر بحري، بل ورقة استراتيجية يمكن استخدامها للتهديد دون اللجوء الفوري للتنفيذ. في المقابل، تستند واشنطن إلى تفوقها البحري والاستخباراتي الكامل، وتستعد للرد السريع إن تعرضت الملاحة الدولية للتهديد.
من هنا، يبدو أن السيناريو الأقرب هو تنفيذ رد محدود من قبل إيران يُظهر الجدية، دون المجازفة بمواجهة شاملة قد تقلب موازين المنطقة بأسرها.
.jpeg)
.jpeg)







