دعوة إلى تحرك جماعي

الرئيس الصومالي: الصمت أمام الانتهاكات الإسرائيلية تهديد للأمن الدولي وتداعياته خطيرة

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 2:43:53 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود

محمد خميس

شهدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة مواقف قوية من قادة الدول المشاركة، أبرزها كلمة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الذي حذر من خطورة الصمت الدولي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة. وأكد الرئيس أن تجاهل هذه الجرائم لن يقتصر أثره على دولة بعينها، بل سيشكل تهديدًا شاملًا للأمن والاستقرار العالميين.

الصمت الدولي يشجع العدوان

قال الرئيس الصومالي في كلمته إن السكوت أمام الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي التي ترتكبها إسرائيل في غزة وقطر وسواهما، سيؤدي إلى تداعيات كارثية. وأضاف أن "إفلات المعتدي من العقاب يفتح الباب أمام مزيد من الجرائم، ويقوض مصداقية المؤسسات الدولية التي أنشئت لحماية السلم العالمي".

وأشار إلى أن الاستمرار في غض الطرف عن هذه الانتهاكات يعني القبول الضمني بسياسة القوة على حساب القانون، وهو أمر لا يمكن أن يستقيم مع النظام الدولي الحديث.

العدوان على قطر جرس إنذار

واعتبر الرئيس الصومالي أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة ليس مجرد عدوان على دولة شقيقة، بل هو صفعة للمجتمع الدولي واختبار حقيقي لقدرته على فرض احترام السيادة الوطنية. وأكد أن قطر التي لعبت دورًا محوريًا في الوساطة وإحلال السلام، أصبحت مستهدفة لأنها تسعى لحلول سياسية تنهي المأساة الإنسانية في غزة.

وشدد على أن هذا العدوان يُظهر أن إسرائيل لا تقف عند حدود جغرافية معينة، وأن تهديدها يشمل كل الدول العربية والإسلامية دون استثناء.

القانون الدولي تحت التهديد

أوضح الرئيس الصومالي أن الهجمات المتكررة على المدنيين والمستشفيات والمدارس في غزة، بالإضافة إلى العدوان على قطر، تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني. وقال إن هذه الممارسات تضرب بعرض الحائط اتفاقيات جنيف والمواثيق الدولية الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب.

وأضاف أن استمرار هذه الجرائم دون محاسبة يضعف الثقة في النظام الدولي، ويجعل من القانون الدولي مجرد نصوص شكلية بلا تأثير.

دعوة إلى تحرك جماعي

دعا الرئيس الصومالي إلى ضرورة تبني موقف عربي وإسلامي موحد لمواجهة العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا أن الانقسام يصب في مصلحة الاحتلال. وقال إن وحدة الصف العربي والإسلامي هي السبيل الوحيد لردع المعتدي وحماية سيادة الدول.

واقترح أن تشمل الخطوات العملية:

تحركًا دبلوماسيًا منسقًا في مجلس الأمن والأمم المتحدة.

تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الجرائم المرتكبة.

فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على الاحتلال الإسرائيلي.

دعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا، وتعزيز صموده على أرضه.

الأمن الإقليمي مهدد

أكد الرئيس الصومالي أن استمرار العدوان على غزة وقطر يهدد الأمن الإقليمي برمته. وقال إن إشعال الصراعات في المنطقة لن يؤدي سوى إلى زعزعة الاستقرار، وإفساح المجال أمام قوى متطرفة تستغل حالة الفوضى.

وأضاف: "من يظن أن العدوان سيحقق الأمن واهم، لأن الظلم يولّد مقاومة، واستهداف المدنيين لا يمكن أن يكون أساسًا لبناء سلام دائم".

قطر في قلب التضامن

وجّه الرئيس الصومالي رسالة تضامن قوية إلى دولة قطر، مؤكدًا أن أمنها جزء لا يتجزأ من أمن الأمة الإسلامية. وقال: "الاعتداء على أي شقيق هو اعتداء علينا جميعًا، والوقوف مع قطر اليوم واجب وضرورة".

وأشار إلى أن ما تتعرض له قطر يكشف طبيعة المشروع الإسرائيلي الذي يسعى لتقويض كل محاولات الوساطة ورفض أي حلول سياسية.

موقف واضح من الإبادة في غزة

إلى جانب العدوان على قطر، ركز الرئيس الصومالي في كلمته على الوضع في غزة، مؤكدًا أن ما يحدث هناك هو إبادة جماعية مكتملة الأركان. وأضاف أن الصور القادمة من القطاع تكشف حجم المأساة الإنسانية، حيث يعيش ملايين الفلسطينيين تحت القصف والحصار والتجويع.

وطالب بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية فورًا ودون عوائق، مشددًا على أن ترك الشعب الفلسطيني يواجه هذا المصير وحده هو عار على المجتمع الدولي.

المجتمع الدولي أمام مسؤولياته

أشار الرئيس الصومالي إلى أن اللحظة الراهنة تمثل اختبارًا للمجتمع الدولي. فإما أن يتحمل مجلس الأمن والأمم المتحدة مسؤولياتهما في حماية المدنيين ووقف العدوان، أو يفقدان ما تبقى من مصداقيتهما.

وقال إن التاريخ لن يرحم المتقاعسين عن نصرة المظلومين، وأن الشعوب ستذكر دائمًا من وقف إلى جانب العدالة ومن اختار الصمت.

كلمة الرئيس الصومالي في قمة الدوحة جاءت لتؤكد أن السكوت على الجرائم الإسرائيلية لم يعد ممكنًا، وأن الصمت الدولي سيفضي إلى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وبينما يواصل الاحتلال استهداف المدنيين في غزة والدوحة، تزداد الحاجة إلى موقف عربي وإسلامي موحد يفرض كلمته على الساحة الدولية ويضع حدًا لسياسة الإفلات من العقاب.

التعليقات (0)