التهديدات الراهنة وأهمية الموقف الموحد

الرئيس التركي: تطوير آليات التعاون المشترك ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 4:46:10 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الرئيس التركي

محمد خميس

أكد الرئيس التركي، خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة، أن تطوير آليات التعاون المشترك بين الدول الإسلامية لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات الراهنة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.

وقال الرئيس التركي إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والاعتداء الآثم الذي استهدف قطر، يثبت أن العالم الإسلامي بحاجة إلى موقف موحد وآليات أكثر فاعلية لمواجهة التهديدات المشتركة، مشددًا على أن وحدة الصف الإسلامي هي السبيل لحماية الشعوب وصون السيادة الوطنية.

التهديدات الراهنة وأهمية الموقف الموحد

أوضح الرئيس التركي أن ما يجري في المنطقة من اعتداءات متكررة، سواء في فلسطين أو ضد دولة قطر، يعكس حجم التحديات التي تواجه العالمين العربي والإسلامي.

وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على الدوحة لم يكن مجرد حادث منفرد، بل رسالة تهدف إلى إضعاف الوساطة القطرية الرامية لوقف الحرب على غزة، وضرب مبدأ الحلول الدبلوماسية بالحوار.

وأضاف: "إن استمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية لن يهدد فلسطين وقطر فحسب، بل يهدد الأمن الإقليمي برمته، ويضع العالم الإسلامي أمام مسؤولية كبرى للتوحد واتخاذ خطوات عملية".

التعاون الإسلامي كخيار استراتيجي

شدد الرئيس التركي على أن التعاون بين الدول الإسلامية يجب أن ينتقل من إطار الشعارات إلى خطط عملية ومؤسسات قوية وآليات تنفيذية واضحة.

وقال: "نحن بحاجة إلى تطوير مجلس للتعاون الأمني والعسكري بين الدول الإسلامية، على غرار التكتلات الدولية الأخرى، ليكون قادرًا على مواجهة أي عدوان على أي دولة شقيقة".

وأشار إلى أن التحديات الاقتصادية لا تقل خطورة عن التهديدات الأمنية، داعيًا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول الإسلامية، بما يسهم في بناء قوة اقتصادية مستقلة تخدم الشعوب وتقلل من التبعية للخارج.

قطر نموذج للوحدة والوساطة

أشاد الرئيس التركي بالدور الكبير الذي تقوم به دولة قطر في الوساطة بين الأطراف الدولية، خاصة في ملف غزة، معتبرًا أن استهداف الدوحة لم يكن فقط عدوانًا على سيادتها، بل محاولة لضرب دورها الدبلوماسي المؤثر.

وقال: "إن قطر قدمت نموذجًا مهمًا في العمل من أجل السلام، واستهدافها هو استهداف لفكرة الحلول السلمية. ولهذا يجب أن يكون ردنا كدول إسلامية واضحًا، وهو دعم قطر والتمسك بمبادئ الوساطة والحوار."

ضرورة إصلاح مؤسسات العمل الإسلامي المشترك

أوضح الرئيس التركي أن منظمة التعاون الإسلامي تحتاج إلى إصلاحات جذرية في بنيتها وآليات عملها، حتى تكون قادرة على التحرك السريع والفعال في مواجهة الأزمات.

وأضاف أن الاكتفاء بالإدانات لا يردع المعتدي ولا يحمي الشعوب، مؤكدًا أن المطلوب هو تفعيل أدوات ضغط سياسية واقتصادية وإعلامية على الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تعزيز العمل القانوني لمساءلته أمام المحاكم الدولية.

دعوة لتشكيل جبهة موحدة

دعا الرئيس التركي إلى تشكيل جبهة إسلامية موحدة تتبنى موقفًا جماعيًا ضد العدوان الإسرائيلي وتعمل على فرض إرادة الشعوب عبر خطوات عملية، منها:

تفعيل التعاون الدفاعي المشترك بين الدول الإسلامية.

تنسيق المواقف في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

استخدام الأدوات الاقتصادية مثل فرض العقوبات أو وقف التبادلات التجارية مع إسرائيل.

تعزيز الإعلام الإسلامي الموحد لكشف الانتهاكات الإسرائيلية وفضح جرائمها أمام الرأي العام العالمي.

البعد الإنساني للأزمة

أشار الرئيس التركي إلى أن ما يحدث في غزة يشكل إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار والقصف المستمر.

وأكد أن مسؤولية الدول الإسلامية لا تقتصر على المواقف السياسية، بل تشمل أيضًا تقديم الدعم الإنساني والإغاثي بشكل عاجل، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة دون عوائق.

تركيا ودورها في دعم القضايا الإسلامية

أكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ودعم دولة قطر ضد أي اعتداءات تمس سيادتها.

وقال: "تركيا ستظل تدافع عن قضايا أمتنا الإسلامية، وتعمل مع أشقائها في الخليج والعالم العربي لتعزيز التضامن ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية."

وأشار إلى أن أنقرة مستعدة لتقديم خبراتها في مجالات الدفاع والاقتصاد والطاقة والتعليم لدعم أي مشروع مشترك يعزز قوة الدول الإسلامية.

التعليقات (0)