استهداف أكثر من 300 منزل خلال 3 أيام

"الدفاع المدني: مجازر مروعة في حي الزيتون بغزة جراء عملية عسكرية إسرائيلية مكثفة

profile
  • clock 13 أغسطس 2025, 2:57:26 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
محمود بصل

محمد خميس

أكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ منذ أيام عملية عسكرية مركّزة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، تتخللها عمليات قصف مكثف واستهداف مباشر للمنازل والسكان، مما أدى إلى وقوع مجازر مروعة بحق المدنيين.

وقال بصل إن هذه العملية العسكرية تختلف عن التوغّل الذي نفّذته قوات الاحتلال قبل نحو 40 يومًا، والذي شمل حينها أحياء التفاح والزيتون والشجاعية، موضحًا أن الاحتلال يركّز الآن على مناطق وسط وجنوب حي الزيتون، حيث يجري إخلاء السكان بشكل قسري وتهديدهم بشكل مباشر لمغادرة منازلهم.

استهداف أكثر من 300 منزل خلال 3 أيام

بحسب بصل، فإن الاحتلال الإسرائيلي استهدف خلال 72 ساعة فقط أكثر من 300 منزل في الحي، بعضها جرى قصفه دون أي إنذار مسبق، ما أسفر عن استشهاد عائلات بأكملها، مثل عائلات الحصري ودلوم وأبو دف.

وأضاف أن قوات الاحتلال تستخدم قنابل شديدة الانفجار، تدمّر المنازل المستهدفة والمجاورة لها في آن واحد، مما يضاعف الخسائر البشرية والمادية. وقد رصدت فرق الدفاع المدني مشاهد دمار واسع، حيث تحولت أحياء كاملة إلى أنقاض.

حصار خانق ومنع فرق الإنقاذ

وأشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى أن قوات الاحتلال تمنع دخول طواقم الإنقاذ إلى أجزاء واسعة من حي الزيتون، ما يجعل الوصول إلى الضحايا والمصابين أمرًا بالغ الصعوبة. وأكد أن هذا الحصار يفاقم الكارثة الإنسانية، حيث تبقى جثامين الشهداء والمصابين عالقة تحت الأنقاض لساعات وأحيانًا لأيام.

وأوضح أن المناطق الشرقية والجنوبية من حي الزيتون محاصرة بالكامل، بينما تتعرض أطراف حي الصبرة المجاور لقصف مكثف، ما يزيد من معاناة السكان ويمنع أي محاولات إخلاء آمن لهم.

إخلاء قسري للسكان وتهديدات مباشرة

بحسب شهود عيان، فإن قوات الاحتلال وجّهت تهديدات مباشرة للأهالي لمغادرة منازلهم، مع قصف متزامن على الطرق المؤدية للخروج، في مشهد يصفه السكان بأنه إرهاب ممنهج يهدف إلى تهجير المدنيين قسرًا.

وتفيد تقارير ميدانية بأن عشرات العائلات اضطرت للنزوح سيرًا على الأقدام تحت القصف، فيما عجزت عائلات أخرى عن المغادرة بسبب وجود مسنين ومرضى غير قادرين على الحركة.

دمار شامل وبنية تحتية منهارة

تسببت العملية العسكرية في دمار شبه كامل للبنية التحتية في الأحياء المستهدفة، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، إضافة إلى تدمير الطرق الرئيسة والفرعية، ما يعزل الحي عن بقية مناطق المدينة.

كما لحقت أضرار جسيمة بالمدارس والمراكز الصحية القريبة، مما يعطل أي إمكانية لتقديم الخدمات الأساسية للسكان المحاصرين.

كارثة إنسانية متفاقمة

حذرت وزارة الصحة في غزة من أن استمرار القصف والحصار على حي الزيتون يهدد بوقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق، خاصة مع منع وصول سيارات الإسعاف والفرق الطبية، ومع النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية داخل المستشفيات.

من جانبها، دعت منظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان وفتح ممرات آمنة لإجلاء الجرحى والمدنيين، مشيرة إلى أن ما يحدث في غزة يرقى إلى مستوى جرائم الحرب وفق القانون الدولي الإنساني.

شهادات من الميدان

روى ناجون من القصف قصصًا مأساوية عن اللحظات التي سبقت تدمير منازلهم، مؤكدين أنهم فوجئوا بالقصف دون سابق إنذار، وأن الانفجارات كانت من القوة بحيث دمّرت المباني المجاورة وأدت إلى حرائق ضخمة.

أحد سكان الحي قال: "سمعنا أصوات الطائرات فوقنا، ثم لم نشعر إلا والانفجار يهزّ المكان، انهار البيت فوقنا، ووجدت نفسي بين الركام أبحث عن أولادي."

دعوات للمحاسبة الدولية

مع تصاعد المجازر في حي الزيتون، تتزايد الدعوات الحقوقية لفتح تحقيق دولي عاجل لمحاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين والمنازل السكنية. وطالبت جهات فلسطينية بإحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدين أن الإفلات من العقاب يشجع على تكرار الانتهاكات.

إن ما يجري في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة هو نموذج صارخ لمعاناة المدنيين في ظل الاحتلال والحصار، حيث يمتزج القصف العنيف بالإخلاء القسري والحصار الخانق، في مشهد يختزل المأساة الفلسطينية المستمرة منذ عقود.

وقف هذه الكارثة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا، وفرض ضغوط حقيقية لوقف العدوان وفتح ممرات إنسانية، وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم بحق الأبرياء.

التعليقات (0)