-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
"الحرب الوهمية": يديعوت أحرونوت تفضح تلاعب نتنياهو بالواقع الميداني في غزة
"الحرب الوهمية": يديعوت أحرونوت تفضح تلاعب نتنياهو بالواقع الميداني في غزة
-
23 مايو 2025, 8:45:40 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تحرير: رامي أبو زبيدة
في تقرير صادم نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ظهرت صورة مغايرة تماماً لما حاول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسويقه خلال مؤتمره الصحفي الأخير. فرغم حديثه عن «إنجازات عسكرية حاسمة» في قطاع غزة، تؤكد الصحيفة أن الواقع الميداني يكشف عن حرب أحادية الجانب تجري في مدن مدمرة وخالية من السكان، ولا تشبه في شيء صورة المعارك الطاحنة التي تُرسم أمام الجمهور الإسرائيلي.
غزة بلا سكان... ومعارك بلا أعداء
تشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على مناطق واسعة من قطاع غزة بسهولة نسبية، إذ إن القوات تتقدم في مدن مدمرة وفارغة من السكان، في ظل غياب المواجهات الحقيقية. وحسب مصادر عسكرية، لم تستغرق السيطرة على مناطق مثل الشجاعية، التفاح، وجباليا سوى 12 ساعة فقط، حيث نزح السكان والمقاتلون معاً أو اختفوا في أنفاق بانتظار لحظة هجوم خاطفة.
وتضيف الصحيفة أن الجنود الذين يعودون من الخطوط الأمامية يروون أنهم لم يروا عدواً، وأن القتلى في صفوف الجيش يسقطون إما بعبوات ناسفة أو بنيران صديقة. «هذه ليست حرباً، إنها عملية من طرف واحد».
أهداف "تصفوية" بدل الحسم العسكري
وبحسب التقرير، فإن قائمة أهداف الاغتيال لم تعد تضم قادة الصف الأول في حماس، بل اقتصرت على عشرة من المسؤولين الثانويين أو «الشهداء العابرين» كما وصفتهم الصحيفة. وتؤكد أن حماس، كمنظمة عسكرية، كانت قد هُزمت فعلياً قبل بدء العملية الحالية المسماة «عربات جدعون».
العدو الحقيقي الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي في الميدان، وفق التقرير، بات يتمثل في «البيوت والأنفاق». ولهذا، تتبنى القيادة العسكرية تصوراً قاسياً مفاده أن كل بيت يجب هدمه، لأن تحت كل بيت نفق، وفي كل بيت قد يوجد قناص. وتورد الصحيفة مقارنة مفجعة بأن مدناً مثل طوكيو، كوفنتري، وبرلين بعد الحرب العالمية الثانية، كانت في وضع أفضل من بيت لاهيا ورفح اليوم.
نتنياهو يفرض أجندته على الجيش
تكشف يديعوت أحرونوت أن القيادة العسكرية، وعلى رأسها رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونين بار، كانت تفضل المضي نحو صفقة تبادل أسرى وإنهاء مؤقت للمعارك، في انتظار خرق حماس لوقف إطلاق النار لاستئناف القتال لاحقاً. لكن نتنياهو أملى سياسة مغايرة، أجبرت الجيش على تنفيذها، ولو بتحفظ.
الخطة العملياتية التي أعدها الجيش ورفعت للكابينت، بُنيت على عدة افتراضات: أن الضغط العسكري يُلين مواقف حماس كما حدث سابقاً، وأن تهجير السكان يسهل السيطرة على الأرض، ويخلق احتجاجاً شعبياً ضد الحركة، إضافة إلى أن السيطرة على المعونات الإنسانية من شأنها إضعاف حماس اقتصادياً وشعبياً.
وفي فقرة تنذر بتحولات خطيرة، تؤكد الصحيفة أن ما يجري في غزة لا يعكس فقط الخلاف بين الجيش والحكومة، بل يكشف عن توجه نحو فرض «رؤية الجناح المسيحاني» داخل حكومة نتنياهو. فبينما يتحدث نتنياهو عن «سيطرة أبدية على غزة» وترحيل طوعي لسكانها، يروج وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لفكرة الاستيطان والحكم العسكري الكامل للقطاع.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن استمرار سياسة الهدم الشامل سيجعل من فكرة الاستيطان أمراً ممكناً، بل «مطلوباً»، بعد أن تتحول غزة إلى كومة أنقاض.










