-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
الحراك الدبلوماسي المغاربي لدعم غزة: تونس والمغرب والجزائر في واجهة التضامن
هل نشهد بداية "حراك دبلوماسي مغاربي" مشترك؟
الحراك الدبلوماسي المغاربي لدعم غزة: تونس والمغرب والجزائر في واجهة التضامن
-
4 يونيو 2025, 1:56:56 م
-
432
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
تتصاعد التحركات الدبلوماسية في دول المغرب العربي تعبيرًا عن دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية، لا سيما في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. وقد برزت تونس والمغرب والجزائر في واجهة المشهد الدبلوماسي، من خلال بيانات رسمية، ومؤتمرات إقليمية، ومشاركات ميدانية، تؤكد على تضامن مغاربي متصاعد مع الشعب الفلسطيني.
جولة وزير الخارجية التونسي: دعم سياسي وإنساني لغزة
في هذا السياق، أجرى وزير الخارجية التونسي جولة دبلوماسية شملت عددًا من العواصم العربية، بهدف حشد الدعم العربي والدولي لوقف العدوان على غزة، وتسريع وصول المساعدات الإنسانية. وشدد الوزير التونسي خلال لقاءاته على الموقف الثابت لتونس تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن دعم تونس "ليس ظرفيًا أو مرتبطًا بالأزمات"، بل هو "التزام تاريخي وأخلاقي لا يتغير".
وقد تضمنت الجولة لقاءات مع وزراء خارجية دول الخليج، والجامعة العربية، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات حقوقية وإنسانية، حيث دعت تونس إلى فتح ممرات آمنة للمساعدات، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في غزة.
الرباط تستضيف مؤتمرًا لدعم غزة وتشارك في أسطول الحرية
من جهة أخرى، احتضنت العاصمة المغربية الرباط مؤتمرًا دوليًا بعنوان "من أجل غزة"، شارك فيه وزراء، وبرلمانيون، ونشطاء حقوقيون من عدة دول عربية وإسلامية. وقد أكد المشاركون على ضرورة التوجه نحو خطوات عملية لوقف العدوان، ورفض "ازدواجية المعايير" في تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة الفلسطينية.
في السياق نفسه، أعلنت منظمات مدنية مغربية مشاركة رمزية في "أسطول الحرية" الجديد المتوجه إلى غزة عبر البحر الأبيض المتوسط، بهدف كسر الحصار البحري، ونقل مساعدات طبية وغذائية. واعتبرت هذه المشاركة إشارة قوية إلى تضامن الشعب المغربي مع غزة، وتأكيدًا على استمرار النضال المدني في وجه الحصار.
الجزائر: موقف ثابت ودبلوماسية نشطة
بدورها، عبّرت الجزائر عن موقفها الثابت والداعم لفلسطين، من خلال بيانات رسمية متكررة وتصريحات قوية على لسان الرئيس عبد المجيد تبون. كما قامت الجزائر بحراك دبلوماسي موازٍ في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، داعية إلى محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها ضد المدنيين.
ويُذكر أن الجزائر كانت من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى تعهدها بالمساهمة في إعادة الإعمار بعد توقف القصف.
هل نشهد بداية "حراك دبلوماسي مغاربي" مشترك؟
تجمع كل هذه التحركات في تونس والمغرب والجزائر على وجود اتجاه متصاعد نحو تنسيق مغاربي في دعم القضية الفلسطينية، وهو ما بات يُعرف إعلاميًا بـ"الحراك الدبلوماسي المغاربي لدعم فلسطين". هذا الحراك يتميز بتنوع أدواته ما بين العمل الرسمي والمجتمع المدني، والمؤتمرات الدولية والضغوط الدبلوماسية متعددة الأطراف.
ورغم تباين السياسات الخارجية بين الدول الثلاث في ملفات أخرى، إلا أن الملف الفلسطيني يبدو نقطة التقاء واضحة، وقد يدفع باتجاه بلورة موقف مغاربي مشترك أكثر تأثيرًا في المنظمات الإقليمية والدولية.
رسالة مغاربية موحدة لفلسطين
في ظل استمرار العدوان على غزة، توجّه تونس والمغرب والجزائر رسالة سياسية ودبلوماسية قوية، فحواها أن الشعوب المغاربية تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني، ليس فقط بالكلمات بل من خلال تحركات فعلية تعكس إيمانًا عميقًا بعدالة القضية. ويبدو أن "الحراك المغاربي" قد يكون أحد أبرز روافد الدعم الإقليمي لفلسطين في المرحلة المقبلة.








