تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

ضمن التصعيد العسكري المتواصل بين إيران وإسرائيل، برز اسم الصاروخ الإيراني الجديد "الحاج قاسم"، الذي استُخدم في الهجمات الأخيرة ضد مواقع إسرائيلية حساسة. ويُعد هذا الصاروخ من أكثر الأسلحة تطورًا في الترسانة الصاروخية الإيرانية، ويحمل دلالات رمزية وعسكرية قوية، خاصة أنه سُمي على اسم قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني.

ما هو صاروخ "الحاج قاسم"؟

صاروخ "الحاج قاسم" هو صاروخ باليستي إيراني بعيد المدى، يعمل بالوقود الصلب، ويتميز بقدرته على ضرب أهداف على بعد يصل إلى 1400 كيلومتر بدقة عالية. تم الكشف عنه لأول مرة رسميًا في أغسطس 2020، ويُعد امتدادًا لتطوير صواريخ "فاتح" الإيرانية.

وقد أعلنت إيران أن الصاروخ يحمل رأسًا حربيًا بوزن يتجاوز 500 كغ، ويمكنه اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، ما يجعله أحد أكثر الصواريخ فعالية في أي مواجهة مباشرة.

دلالة التسمية.. تكريم وتحذير

سُمي الصاروخ على اسم الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة في بغداد عام 2020. وتُعد التسمية رسالة رمزية قوية من إيران بأن الرد على اغتيال سليماني مستمر، وأن كل مواجهة مع طهران ستحمل اسمه، ميدانيًا واستراتيجيًا.

استخدامه في قصف إسرائيل

أكدت وسائل إعلام إيرانية، من بينها وكالة "تسنيم"، أن أحد الصواريخ التي أُطلقت فجر الأحد على أهداف إسرائيلية هو صاروخ "الحاج قاسم". وذكرت التقارير أن الصاروخ استهدف منشآت عسكرية في عمق الأراضي المحتلة، ضمن رد إيراني موسّع على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران.

قدرات متطورة ونظام توجيه دقيق

يُزود الصاروخ "الحاج قاسم" بأنظمة توجيه بالقصور الذاتي والأقمار الصناعية، مما يتيح له دقة إصابة عالية تصل إلى عدة أمتار فقط من الهدف المحدد. كما يتمتع بميزة الطيران على ارتفاع منخفض نسبيًا، لتفادي الرصد والرصد المبكر.

في سياق الردع الإقليمي

يرى مراقبون أن استخدام إيران لصواريخ متطورة مثل "الحاج قاسم" في الرد على إسرائيل يعكس تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك، ويبعث برسائل واضحة مفادها أن الردع الإيراني لم يعد قائمًا على التهديد، بل على التنفيذ الميداني.

ومن المتوقع أن يزيد الكشف عن استخدام هذا النوع من الصواريخ من القلق الإسرائيلي والغربي، خصوصًا مع تقارير عن قدرات إيرانية متنامية في مجال الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة بعيدة المدى.