التوقعات المستقبلية: إلى أين يتجه الصراع؟

التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. قراءة في التطورات الميدانية والتداعيات المستقبلية

profile
  • clock 14 يونيو 2025, 5:46:23 م
  • eye 434
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا ميدانيًا متسارعًا بين إيران وإسرائيل، يتجاوز حدود المواجهة التقليدية ليطال عمق الأراضي والمنشآت الاستراتيجية لدى الطرفين. في هذا السياق، تطرح التطورات الأخيرة تساؤلات كبرى حول مآلات الصراع، وانعكاساته المحتملة على مستقبل الأمن الإقليمي والدولي.

تطورات ميدانية متسارعة: ضربات وضربات مضادة

شهدت الأيام الماضية سلسلة من الضربات الجوية والصاروخية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، شملت استهداف منشآت نووية، وقواعد عسكرية، ومراكز استخباراتية. كما أعلنت إيران عن إسقاط طائرات مسيّرة إسرائيلية، واستهداف مواقع عسكرية في العمق الإسرائيلي، فيما تحدثت تل أبيب عن تدمير بنى تحتية مرتبطة بالحرس الثوري و"فيلق القدس".

وعلى الأرض، استمر التوتر في الجبهات الإقليمية، لا سيما في سوريا والعراق ولبنان، حيث تنشط أذرع إيران العسكرية، وسط استعدادات إسرائيلية مكثفة على الحدود الشمالية والشرقية.

تداعيات سياسية وعسكرية تزداد تعقيدًا

من الناحية السياسية، أدت هذه التطورات إلى موجة توتر دبلوماسي حاد، حيث تتبادل الدول الكبرى المواقف المحذرة من توسع الصراع، دون قدرة واضحة على احتوائه. أما على المستوى العسكري، فإن الطرفين يبدوان في حالة جهوزية لحرب طويلة الأمد، مع تركيز على الضربات النوعية بدلًا من المواجهة الشاملة.

كما أظهرت التطورات الأخيرة أن الردع التقليدي لم يعد كافيًا، في ظل اختراقات استخباراتية وأمنية متبادلة، وتصعيد غير مسبوق في استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة.

التوقعات المستقبلية: إلى أين يتجه الصراع؟

رغم خطورة المشهد، تشير التقديرات إلى أن الطرفين سيواصلان سياسة "الرد المحدود" دون الوصول إلى حرب شاملة مباشرة، حفاظًا على التوازنات الإقليمية والدولية، خاصة في ظل ضغوط الولايات المتحدة، ومخاوف من تدخلات روسية أو صينية غير محسوبة.

لكن في المقابل، فإن أي خطأ في التقدير أو عملية استهداف خارج السيطرة، قد يشعل مواجهة إقليمية أوسع تشمل أطرافًا أخرى، مثل "حزب الله" في لبنان أو الفصائل المسلحة في العراق وسوريا.

خلاصة تحليلية: التصعيد مستمر والضبط هش

يتضح من القراءة الميدانية والسياسية أن التصعيد بين إسرائيل وإيران لا يزال في بدايته، وأن فرص التهدئة تتراجع أمام كل ضربة جديدة. كما أن محاولات احتواء التصعيد تبدو هشّة، في ظل تشابك المصالح وتضارب الأجندات الدولية. ويبقى الرهان معلقًا على إرادة ضبط النفس لدى الطرفين، أو تدخل دولي حاسم يعيد الصراع إلى الطاولة السياسية بدلًا من ساحات المواجهة.

التعليقات (0)