تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في تطور عسكري خطير يعيد رسم ملامح التوتر في الشرق الأوسط، أعلن البنتاغون أن القوات الأمريكية نفذت ضربة جوية دقيقة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدًا أن "جميع المواقع النووية الإيرانية دُمرت بالكامل". وصرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن العملية جاءت بعد "تحليل استخباراتي دقيق"، وأنها "حققت أهدافها الاستراتيجية في تقويض البرنامج النووي الإيراني".

واشنطن: لا نهدف إلى التصعيد العسكري

رغم حجم الضربة، شدد البنتاغون على أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى زيادة أعداد القوات المسلحة في المنطقة"، في إشارة إلى أن العملية كانت محدودة وموجهة، وليست مقدمة لحرب شاملة. وأضاف المتحدث: "هدفنا هو منع انتشار الأسلحة النووية، وليس الدخول في مواجهة مفتوحة".

استقرار الشرق الأوسط أم تصعيد جديد؟

وصف البنتاغون الضربة بأنها "خطوة ضرورية لإعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط"، معتبرًا أن البرنامج النووي الإيراني كان يشكل تهديدًا مباشرًا لحلفاء واشنطن في المنطقة. لكن مراقبين حذروا من أن هذه العملية قد تؤدي إلى تصعيد واسع، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين طهران وتل أبيب، التي تُتهم مرارًا بلعب دور محوري في التحريض على العدوان ضد إيران.

إيران: عدوان أمريكي يخدم الكيان الصهيوني

من جانبها، وصفت طهران الضربة بأنها "عدوان سافر على السيادة الإيرانية"، واتهمت الولايات المتحدة بتنفيذ أجندة الكيان الصهيوني في المنطقة. وقال مصدر رسمي إيراني إن "الاحتلال الصهيوني هو المستفيد الأول من هذه الضربة، التي تهدف إلى إبقاء المنطقة في حالة فوضى دائمة تخدم مصالحه التوسعية".

مستقبل غامض ومخاوف من رد إيراني

مع تدمير المنشآت النووية، يبقى السؤال المطروح: كيف سترد إيران؟ وهل ستكتفي بالتصعيد الدبلوماسي، أم أن المنطقة مقبلة على موجة جديدة من المواجهات؟ في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة، يبدو أن الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة من التوتر، حيث تتقاطع المصالح الدولية مع الحسابات الإقليمية في مشهد معقد ومفتوح على كل الاحتمالات.