الاحتلال يُصرّ على الحرب وواشنطن تتماهى: لا هدنة رغم مبادرة حماس للإفراج عن الجندي الأمريكي

profile
  • clock 20 مايو 2025, 1:10:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

رغم مبادرة حركة حماس بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورغم الآمال التي علّقها الوسطاء على هذه الخطوة كمدخل لتهدئة إنسانية ووقف لإطلاق النار، جاء الرد الإسرائيلي على عكس كل التوقعات: تصعيد دموي وعدوان غير مسبوق.

فقد اعتبر رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن سلوك الاحتلال الإسرائيلي بعد الإفراج عن الجندي يعكس سياسة عدوانية ممنهجة هدفها تقويض أي جهد نحو التهدئة أو السلام، وقال في افتتاح منتدى قطر الاقتصادي:

"عندما أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، ظننا أن تلك اللحظة ستفتح باباً لوقف هذه المأساة، إلا أن الرد كان بموجة قصف أشد عنفاً".

وأكد رئيس الوزراء القطري أن هذا السلوك العدائي غير المسؤول، الذي أعقب مباشرة بادرة إنسانية من طرف حماس، يمثل استخفافاً بكل المساعي الدبلوماسية ويغلق الطريق أمام أي حل سياسي. فقد صعّد جيش الاحتلال عملياته الجوية والبرية، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل واضح أن "إسرائيل تعتزم السيطرة على كامل قطاع غزة"، ما يُعد إعلاناً مباشراً لمواصلة حرب الإبادة الجماعية.

وساطة قطر ومأزق المفاوضات

تلعب قطر دوراً محورياً في الوساطة بين حماس والاحتلال، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، لكن رئيس وزرائها كشف أن المفاوضات التي استضافتها الدوحة خلال الأسبوعين الماضيين لم تُثمر عن أي تقدم، بسبب "فجوة جوهرية بين الطرفين".

وأوضح أن إحدى الجهات (في إشارة إلى حماس) تسعى إلى اتفاق مرحلي قد يفتح الباب لاتفاق شامل. بينما الجهة الأخرى (الاحتلال الإسرائيلي) تُصر على اتفاق لمرة واحدة فقط، يشمل إنهاء الحرب وتحرير كافة الرهائن، ما يعني رفضها لفكرة التهدئة أو وقف إطلاق النار.

هذا الإصرار الإسرائيلي على مواصلة الحرب، ورفض أي مبادرات تدريجية أو مرحلية، يكشف عن نية واضحة لإطالة أمد العدوان وتدمير غزة بالكامل، بعيداً عن أي اعتبار إنساني أو تفاهم سياسي.

واشنطن في صف الاحتلال.. رغم المبادرة الإنسانية

ورغم أن عيدان ألكسندر يحمل الجنسية الأمريكية، ورغم أن الإفراج عنه جاء كبادرة حسن نية تجاه إدارة ترامب، فإن الولايات المتحدة لم ترد على الخطوة الإنسانية بأي موقف داعم للتهدئة أو حتى تسهيل دخول المساعدات التي كانت جزءاً من الاتفاق، بل تماهت مع التصعيد الإسرائيلي واكتفت بالصمت أو الدعم السياسي والعسكري غير المشروط.

هذا الموقف الأمريكي يؤكد أن واشنطن غير جادة في وقف الحرب، بل تدعم بشكل غير مباشر سياسة الاحتلال القائمة على الحصار والتجويع والتدمير الشامل.

قطر ترد على الاتهامات.. لا "رشوة" في طائرة ترامب

وفي سياق متصل، ردّ رئيس الوزراء القطري على الانتقادات الموجهة لبلاده بشأن إهداء ترامب طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار، قائلاً إن ما جرى هو تبادل طبيعي بين دولتين حليفتين، نافياً أن يكون الهدف من الهدية كسب النفوذ أو التأثير على الإدارة الأمريكية، وقال:

"لا أعرف لماذا يعتقد البعض أن هذا يُعتبر رشوة... هذا أمر طبيعي بين الحلفاء".

لكن في ظل التواطؤ الأمريكي مع استمرار العدوان على غزة، يُطرح السؤال مجدداً: هل يمكن الرهان على أي دور أمريكي نزيه في وقف المذبحة، إذا كانت واشنطن تعتبر بادرة إنسانية كالإفراج عن أحد مواطنيها لا تستحق حتى تسهيل إدخال مساعدات؟

التعليقات (0)