سياسة ممنهجة للاستيلاء على الأرض

الاحتلال يهدم منشآت تجارية جنوب الظاهرية ويواصل التضييق على الفلسطينيين في جنين

profile
  • clock 18 أغسطس 2025, 6:39:50 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الاحتلال يهدم منشآت تجارية

محمد خميس

في انتهاك جديد لحقوق الشعب الفلسطيني، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، على هدم عدد من المنشآت التجارية في منطقة عناب الكبيرة قرب بلدة الرماضين جنوب مدينة الظاهرية بمحافظة الخليل، مستخدمة جرافات عسكرية وآليات ثقيلة، وسط حصار مشدد وإطلاق كثيف لقنابل الغاز السام. ويأتي هذا التصعيد ضمن سياسة الاحتلال الممنهجة لتجريف الأرض الفلسطينية، وهدم البيوت والمنشآت، وحرمان أصحابها من مصادر رزقهم الأساسية.

تفاصيل عملية الهدم جنوب الظاهرية

وفقًا لمصادر محلية، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة منذ ساعات الصباح الباكر، وفرضت طوقًا عسكريًا على المداخل المؤدية إليها، قبل أن تشرع جرافاتها بهدم المنشآت التجارية التي تعود ملكيتها إلى عائلة رباع. وقد فوجئ أصحاب المنشآت بتنفيذ عملية الهدم قبل الموعد المحدد، حيث كانت سلطات الاحتلال قد سلّمتهم في وقت سابق إخطارات تقضي بوجوب إخلاء المنطقة تمهيدًا للهدم نهاية الشهر الجاري، إلا أن التنفيذ جاء بشكل مباغت.

إطلاق الغاز السام وتقييد حركة المواطنين

لم يقتصر الأمر على الهدم فحسب، بل أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام باتجاه الأهالي الذين تجمعوا للاحتجاج على عملية الهدم، ما تسبب في حالات اختناق بين المواطنين، بينهم نساء وأطفال. كما نصبت القوات حاجزًا عسكريًا على مدخل بلدة الرماضين، وأعاقت حركة تنقل المواطنين، عبر إرجاع المركبات ومنع الدخول أو الخروج من البلدة، في خطوة تهدف إلى فرض سياسة العقاب الجماعي.

معاناة عائلة رباع

المنشآت المهدومة تمثل مصدر الرزق الوحيد لعائلة رباع، التي تعاني كسائر العائلات الفلسطينية من ظروف اقتصادية صعبة نتيجة الحصار والإغلاق المتواصل. ويؤكد أهالي المنطقة أن هدم هذه المنشآت يهدف إلى ضرب صمود العائلات الفلسطينية، ودفعها نحو التهجير القسري وترك أراضيها وممتلكاتها.

الاحتلال يواصل التضييق في جنين

لم تتوقف اعتداءات الاحتلال عند الخليل فقط، فقد شهدت محافظة جنين في اليوم ذاته تصعيدًا خطيرًا. حيث سلّمت قوات الاحتلال أصحاب المحلات التجارية والمخازن على شارع جنين – نابلس، إخطارات بوقف البناء بحجة عدم الترخيص. كما نصبت القوات حاجزًا عسكريًا طيارًا قرب قرية عجة جنوب جنين، وأعاقت حركة المركبات والمواطنين لساعات طويلة.

إخطارات بوقف البناء

إلى جانب ذلك، وزعت قوات الاحتلال إخطارات بوقف البناء على طول الطريق الممتد من مفرق عنزا حتى محطة جبع جنوب جنين، كما اقتحمت قرية كفيرت جنوب المدينة، في إطار الحملة المستمرة للتضييق على الفلسطينيين، ومنعهم من التوسع العمراني أو الاستثمار في أراضيهم.

سياسة ممنهجة للاستيلاء على الأرض

يرى مراقبون أن هذه الانتهاكات ليست حوادث فردية، بل هي جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية. فالاحتلال يستخدم ذرائع "عدم الترخيص" و"المساس بأمن الدولة" لتبرير هدم المنازل والمنشآت، بينما الحقيقة تكمن في مخطط تهويدي يسعى إلى إضعاف الوجود الفلسطيني وتفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين.

تداعيات اقتصادية واجتماعية

تدمير المنشآت التجارية جنوب الظاهرية يعني فقدان عشرات المواطنين لمصادر رزقهم اليومية، ما يزيد من معدلات الفقر والبطالة في ظل الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون. كما أن إعاقة الحركة وإغلاق الطرق يضر بالأنشطة الاقتصادية، ويعزل البلدات الفلسطينية عن بعضها البعض، مما يفاقم المعاناة الإنسانية.

دعوات للتدخل الدولي

أمام هذه الاعتداءات المتواصلة، يطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي يواجه يوميًا سياسات التهجير والهدم والقتل. كما يدعون إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه وفق القانون الدولي، لا سيما أن هدم المنازل والمنشآت في الأراضي المحتلة يعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة.

صمود في مواجهة الهدم

ورغم قسوة الظروف، يؤكد الأهالي أن هذه الإجراءات لن تثنيهم عن التمسك بأرضهم وحقوقهم المشروعة. فالهدم والتجريف، وإن كان يستهدف الاقتصاد والبنية التحتية، إلا أنه يزيد من إصرار الفلسطينيين على البقاء والصمود في وجه الاحتلال، باعتباره أداة مقاومة يومية ضد سياسات الاقتلاع والتهجير.

التعليقات (0)