سياسة الإخلاء الفردي: تفريغ تدريجي للمسافر

الاحتلال يهدد بتهجير 2500 فلسطيني في مسافر يطا بحجة التدريبات العسكرية

profile
  • clock 28 يونيو 2025, 2:08:37 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تواجه 12 قرية فلسطينية في مسافر يطا، جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، خطر التهجير القسري، بعد قرار إسرائيلي جديد يسمح بإجراء تدريبات عسكرية واسعة في منطقة "إطلاق النار 918"، التي تضم تلك التجمعات السكانية.

قرار عسكري يقوض المسارات القانونية للسكان

أصدر "المجلس الأعلى للتخطيط" التابع لما تُسمى بالإدارة المدنية في جيش الاحتلال، قرارًا يمنح الحاكم العسكري الضوء الأخضر لتنفيذ تدريبات عسكرية في المنطقة، متجاهلًا كافة المسارات القانونية التي سلكها السكان الفلسطينيون. وشمل ذلك تقديم مخططات تنظيمية وطلبات ترخيص للمنازل والمنشآت، في محاولة للحفاظ على وجودهم في أراضيهم.

قرى بأكملها مهددة بالإخلاء

ويستهدف القرار قرى: جنبا، خلة الضبع، المركز، الفخيت، الحلاوة، المفقرة، التبان، المجاز، صفاي الفوقا، صفاي التحتا، بير العد، وخروبة. وهي من المناطق الأكثر فقرًا وتهميشًا في الضفة الغربية، ويعتمد سكانها على الزراعة وتربية المواشي في ظروف قاسية، وسط تضييق متواصل من قوات الاحتلال والمستوطنين.

أكثر من 300 منشأة مهددة بالهدم

بحسب نضال أبو عرام، رئيس مجلس قروي مسافر يطا، فإن القرار الإسرائيلي يهدد أكثر من 300 منشأة تشمل منازل، مزارع، مدارس، عيادات صحية، ومساجد، إضافة إلى شبكات المياه. ولفت إلى أن قرية خلة الضبع شهدت بالفعل هدم أكثر من 35 منشأة على مرحلتين، بعد إعلانها منطقة عسكرية مغلقة.

خطة إخلاء تدريجية تحت غطاء قانوني زائف

وأوضح أبو عرام أن سلطات الاحتلال أبلغتهم عبر محامية تتابع ملف الترخيص، بأن تنفيذ التدريبات العسكرية سيؤدي فعليًا إلى إخلاء تدريجي مشابه لما حدث في خلة الضبع. إذ يُمنع المواطنون من العودة إلى أراضيهم في حال مغادرتها، حتى لو كان ذلك لأسباب بسيطة.

تهديد مباشر للمؤسسات التعليمية والصحية

تشمل إجراءات الاحتلال تهديدًا مباشرًا لمدارس قرى جنبا، الفخيت، وأصفي، إضافة إلى ثلاث عيادات صحية ومسجدين. ويحذر أبو عرام من أن المحاكم الإسرائيلية تتجه نحو رفض جميع الالتماسات القانونية المقدمة من السكان، مؤكدًا أن جلسات المحاكم تُعقد بشكل صوري لشرعنة عملية التهجير.

تصاعد الانتهاكات بعد قرار المحكمة العسكرية لعام 2022

ازدادت حدة السياسة الاستيطانية في المنطقة بعد قرار المحكمة الإسرائيلية عام 2022، الذي أقرّ بضم "إطلاق النار 918" إلى نطاق التدريبات العسكرية. ومنذ بدء الحرب على غزة، تضاعفت الاعتداءات على سكان المنطقة، ينفذها مستوطنون مسلحون، بعضهم يخدمون في جيش الاحتلال، بحجة التدريب العسكري، ما يعرّض حياة المدنيين للخطر يوميًا.

سياسة الإخلاء الفردي: تفريغ تدريجي للمسافر

أخيرًا، أكد أبو عرام أن الاحتلال ينفذ ما وصفه بـ"الإخلاء الفردي" من خلال التضييق المستمر، ومنع البناء، وهدم المنازل في التجمعات الصغيرة، ما يدفع العائلات الفلسطينية إلى مغادرة المنطقة قسرًا، في مسعى واضح لتفريغ مسافر يطا من سكانها الأصليين.

التعليقات (0)