تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في وقتٍ يعاني فيه قطاع غزة من مجاعة كارثية ونقص حاد في الغذاء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، 14 صيادًا فلسطينيًا أثناء محاولتهم اصطياد الأسماك من شاطئ المنطقة الوسطى في غزة، في واحدة من أخطر انتهاكات حقوق الإنسان والحق في الحياة الكريمة.

الصيد أصبح جريمة: زورق حربي يعتقل صيادين على بعد 100 متر من الشاطئ

بحسب مصادر محلية، كان الصيادون يمارسون مهنتهم في نطاق لا يتجاوز 100 متر من الشاطئ، عندما تقدم زورق حربي تابع لجيش الاحتلال وقام باعتقالهم.
وتضم قائمة المعتقلين تسعة أشقاء من عائلة "القرعان" و"التلباني"، إلى جانب عدد من أبناء عائلة "عياش" وصيادين آخرين، هم:

وسام، محمد، بدر، مصطفى، سمير، إبراهيم برهم القرعان

علاء، سعيد، محمد يحيى التلباني

إسماعيل ناهض عياش، بلال نضال عياش، يحيى هشام عياش

رائد فياض، معين رمضان التلباني

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة متكررة من الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون في قطاع غزة، حيث لا تتوقف عمليات الملاحقة، وإطلاق النار، ومصادرة القوارب، والتضييق على أرزاق العائلات.

بحر غزة محاصر من الشمال إلى الجنوب

يحاصر الاحتلال الإسرائيلي البحر قبالة غزة بالكامل، ويمنع الصيادين من الوصول حتى إلى المياه الضحلة. وقد أدى هذا الحصار البحري إلى استشهاد العشرات من الصيادين منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، فضلًا عن تجويع آلاف الأسر التي تعتمد بشكل مباشر على مهنة الصيد كمصدر دخل رئيسي.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن الشهر الماضي عن إغلاق شامل لشاطئ غزة أمام الفلسطينيين، بذريعة "الظروف الأمنية"، بالتزامن مع دخول الحرب شهرها الحادي والعشرين.

صيادو غزة بين فكي الجوع والقنص

يشهد شاطئ غزة هذه الأيام انتشارًا مكثفًا للزوارق الحربية الإسرائيلية التي تقوم بإطلاق النار يوميًا باتجاه الصيادين والمناطق الساحلية، ما يُصعّب من إمكانية الحصول على الغذاء أو ممارسة مهنة الصيد، خاصة في ظل تكدّس مئات الآلاف من النازحين في المناطق الساحلية بعد تهجيرهم قسريًا من شمال القطاع ووسطه.

وبهذا، يكون الصيد — الذي كان ملاذًا لكثير من العائلات — قد تحول إلى مغامرة تهدد الحياة.

مجاعة غزة: الاحتلال يغلق المعابر ويمنع المساعدات

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، ترافقت مع سياسة التجويع الممنهج، حيث أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات الإغاثية والطبية منذ مارس/آذار 2025، ما أدى إلى تفشي مجاعة غير مسبوقة.

ووفق بيانات وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة:

أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح

ما يزيد على 9 آلاف مفقود

استشهاد العشرات بسبب الجوع

نزوح مئات الآلاف

دمار 88% من مباني القطاع

خسائر تجاوزت 62 مليار دولار

دعوات للتحرك العاجل

تُطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية بتحرك فوري لحماية المدنيين، ورفع الحصار البحري والجوي والبري عن غزة، وتوفير الممرات الإنسانية للصيادين والمزارعين، الذين تحولوا من رموز الصمود إلى أهداف عسكرية.