تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تواصل المجاعة القاتلة في قطاع غزة حصد الأرواح يومًا بعد يوم، في ظل حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر. وأعلنت مصادر طبية، اليوم الأربعاء، عن وفاة 5 مواطنين خلال الـ24 ساعة الأخيرة بسبب سوء التغذية والمجاعة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية لضحايا المجاعة إلى 193 شهيدًا، من بينهم 96 طفلًا.

مجاعة متفاقمة وسط حرب إبادة وحصار مشدد

تشير التقارير الطبية إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يشهد انهيارًا شاملًا، إذ تتفاقم الأزمة نتيجة انعدام الغذاء والدواء، في ظل استمرار الحرب والإغلاق الكامل للمعابر من قبل سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025.

وتأتي هذه الوفيات الجديدة في سياق حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت مئات آلاف الضحايا من المدنيين، في ظل صمت دولي مريب وتجاهل للمناشدات الإنسانية.

أطفال غزة يدفعون الثمن الأكبر

وفق بيانات حديثة، فإن نصف ضحايا المجاعة هم من الأطفال، وهو ما يدق ناقوس الخطر بشأن الجيل القادم في غزة، الذي يواجه سوء تغذية حاد يهدد حياته ومستقبله.

وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) أن حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعفت خلال الفترة من آذار/مارس إلى حزيران/يونيو 2025، في ظل انقطاع المساعدات الغذائية الأساسية، وإغلاق المعابر التي كانت تمرّ منها الإمدادات.

منظمة الصحة العالمية: غزة أمام كارثة غذائية

بدورها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن معدلات سوء التغذية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات "مثيرة للقلق"، مشيرة إلى أن نحو واحد من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، وهو مؤشر خطير يهدد بموجة وفيات واسعة إذا لم يتم التدخل العاجل.

وأضافت المنظمة أن الحصار المتعمّد وتأخير دخول المساعدات مسؤولان بشكل مباشر عن فقدان أرواح المدنيين، مؤكدة أن الوضع في غزة لم يعد يحتمل التأخير أو التجاهل.

دعوات عاجلة لفتح المعابر وإنقاذ المدنيين

في ظل استمرار الحصار والمجاعة، تجددت الدعوات المحلية والدولية بضرورة:

فتح المعابر فورًا أمام المساعدات الغذائية والطبية

توفير ممرات إنسانية آمنة

إدخال الوقود والإمدادات للمستشفيات

وقف فوري للحرب والإبادة

لكن حتى اللحظة، لا تزال سلطات الاحتلال تمنع دخول غالبية المساعدات، ما يُنذر بتفاقم الأوضاع إلى مستوى المجاعة الجماعية الشاملة.