-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
الاحتلال يطوّق خان يونس من ثلاث جهات: مجزرة جديدة ونزوح جماعي تحت وابل القصف
إبادة جماعية مستمرة بدعم أميركي وصمت دولي
الاحتلال يطوّق خان يونس من ثلاث جهات: مجزرة جديدة ونزوح جماعي تحت وابل القصف
-
10 يوليو 2025, 3:56:49 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
مع ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم الخميس، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا مباغتًا على الجهات الجنوبية الغربية لمحافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، أسفر عن تطويق المدينة من ثلاث جهات: الشمالية، والشرقية، والجنوبية، في ظل تصعيد عسكري عنيف طال بشكل مباشر خيام النازحين والمناطق السكنية المكتظة.
اقتحام حي "النمساوي" وسط إطلاق نار كثيف وحصار للنازحين
وأفاد شهود عيان لـ"قدس برس" بأن قوات الاحتلال اقتحمت حي "النمساوي" وفرضت حصارًا خانقًا على آلاف النازحين داخله، والذين احتموا داخل خيام من القماش، قبل أن تبدأ الدبابات الإسرائيلية بإطلاق وابل كثيف من الرصاص وقذائف المدفعية بشكل عشوائي، ما خلق حالة من الهلع، وأجبر العائلات على النزوح الجماعي باتجاه منطقة المواصي غربًا.
دبابات الاحتلال تقترب من مجمع ناصر… تهديد مباشر للمرضى والطواقم الطبية
وبحسب مصادر ميدانية، تمركزت دبابات الاحتلال في نقاط حساسة داخل المدينة، أبرزها مناطق النمساوي، المقبرة، والمسلخ، وهي مناطق تبعد عشرات الأمتار فقط عن مجمع ناصر الطبي، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة مئات المرضى والطواقم الطبية المحاصَرين داخله دون حماية.
عشرات الشهداء والجرحى والإسعاف عاجز عن الوصول إليهم
في ظل شدة القصف، تعذّر وصول سيارات الإسعاف إلى المناطق المستهدفة، بحسب مصادر طبية لـ"قدس برس"، والتي أكدت وجود عشرات الشهداء والجرحى في أماكن التوغل، وسط غياب التنسيق الأمني اللازم لمرور الطواقم الطبية.
وذكر مسعفون أن مشرحة مستشفى ناصر مكتظة بجثامين الشهداء، دون إمكانية دفنهم، نظرًا إلى سيطرة الدبابات الإسرائيلية على المقبرة المجاورة، مما زاد من معاناة ذويهم الذين حُرموا حتى من وداع أحبّائهم.
النازحون يفرّون إلى المواصي دون مأوى أو احتياجات
وفي مشهد مأساوي آخر، فرّ آلاف النازحين من مخيماتهم تحت القصف، دون أن يتمكنوا من اصطحاب أي من متاعهم أو لوازمهم الشخصية، واضطر العديد منهم إلى افتراش رمال شاطئ منطقة المواصي، وسط غياب كامل لأي مأوى آمن أو خدمات إنسانية تُلبي الحد الأدنى من مقومات البقاء.
تصعيد في ظل كارثة إنسانية ممتدة منذ 21 شهراً
يأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة من كارثة إنسانية متفاقمة، مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية، وانعدام المواد الأساسية، وانهيار المنظومة الصحية، وتضخّم أزمة النزوح، في ظل حرب مستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا.
إبادة جماعية مستمرة بدعم أميركي وصمت دولي
وتواصل إسرائيل، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تنفيذ جرائم إبادة جماعية ممنهجة بحق سكان غزة، بدعم أميركي مطلق، متجاهلة نداءات العالم وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وقد أسفر هذا العدوان حتى الآن عن نحو 195 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، ناهيك عن الدمار الواسع الذي طال مختلف مناحي الحياة في القطاع.
في ظل مشهد إنساني قاتم تتداخل فيه أصوات الانفجارات مع صرخات الأطفال النازحين، تبرز حاجة ملحّة لتحرك دولي فوري، لوقف الحرب، وتأمين حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية آمنة، قبل أن تُغلق أبواب الحياة بالكامل أمام أكثر من مليوني إنسان محاصَر.








