محند أمقران في حواره مع الباحث الصحراوي الدكتور غالي الزبير

"الاحتلال ظاهرة عابرة وهي حتما إلى زوال سواء في الصحراء الغربية أو في فلسطين"

profile
محند امقران مدير مكتب شمال إفريقيا لموقع 180 تحقيقات
  • clock 30 يوليو 2025, 11:22:42 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدكتور غالي الزبير

الخبير محند أمقران في حواره مع الباحث الصحراوي الدكتور غالي الزبير 

 

اسعد بإجراء هذا الحوار المتميز مع شخصية صحراوية متميزة كذلك في النضال و الكفاءة العلمية و صلابة الموقف و متانة الحجة .


▪︎الدكتور غالي حمادي الزبير كيف يمكنكم تقديم قضية استغلال الثروات الطبيعية في بلد كالساقية الحمراء ووادي الذهب الذي يعتبر آخر مستعمرة في القارة الأفريقية؟


بدأ استغلال الثروات الطبيعية الصحراوية مع بدايات الغزو والاحتلال المغربي في الصحراء الغربية وقد تسارعت وتيرة هذا الاستغلال غير القانوني وغير الاخلاقي خلال فترة وقف اطلاق النار التي امتدت لما يقارب ثلاثة عقود وشملت قطاعات متعددة منها الفوسفات و الرمال والصيد البحري والمنتجات الفلاحية ومصادر الطاقات المتجددة وغيرها. 
هذا الاستغلال الذي يمثل انتهاكا للقانون الدولي واعتداء على سيادة الشعب الصحراوي على موارده الطبيعية يمثل فضلا عن ذلك عامل ترسيخ للوجود غير القانوني للمغرب في الاراضي الصحراوية المحتلة.


▪︎الثروات الطبيعية موضوع يسيل لعاب المتلاعبين بالعقول و مصائر الشعوب ،كيف يمكن للنضالات الوطنية أن تكون فعالة إزاء هذه الأطماع ؟


خاضت جبهة البوليساريو ومساندوها والمجتمع المدني الصحراوي معارك متعددة في مواجهة عمليات النهب والسطو على الثروات الطبيعية الصحراوية، وقد حققت جبهة البوليساريو انتصارات قانونية مبهرة في هذا الاتجاه، إذ أكدت محكمة العدل الأوروبية مرارا على عدم شرعية استغلال الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية دون موافقة جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي المعترف به دوليا وبينت بجلاء أن المغرب والصحراء الغربية كيانان منفصلان ومتمايزان من الناحية القانونية وحظرت على الاتحاد الأوروبي توقيع أية اتفاقيات مع المغرب تشمل اراضي أو مياه أو اجواء الصحراء الغربية.


كما ساهم المجتمع المدني الصحراوي والمتضامنون الأجانب في كشف وتعرية عمليات النهب غير القانوني للثروات الطبيعية الصحراوية من خلال أنشطة الرصد والمراقبة والتوثيق لهذه الانشطة غير القانونية وغير الاخلاقية.
 

▪︎هل هناك جرد وطني إن صح التعبير للثروات الطبيعية الصحراوية ،وهل هناك نظام تحديث معلومات و رصد و استشراف لحالة الاستغلال للثروات الطبيعية للصحراء الغربية ؟


بسبب واقع الحرب وفي ظل السيطرة العسكرية والأمنية التي يحكم بها الاحتلال المغربي الأراضي الصحراوية المحتلة لم تنجز دراسات معمقة وشاملة حول الثروات الطبيعية الصحراوية ولكن المعطيات المتاحة بما في ذلك الدراسات التي أجريت خلال الحقبة الاستعمارية الاسبانية تظهر تمتع الصحراء الغربية بمخزونات قيمة من الموارد الطبيعية لاسيما، احتياطات الفوسفات والحديد و اليورانيوم و الثروات البحرية المتعددة فضلا عن مصادر الطاقة المتنوعة.
اما فيما يتعلق بأنشطة الاستغلال غير القانوني فهناك عدد من المؤسسات داخل الاراضي الصحراوية المحتلة وخارجها التي تقوم بالمتعابة والرصد والتقرير الدوري حول هذه الانشطة وتعريتها.


▪︎كيف تقيمون الوعي المغاربي إزاء تطور قضية الصحراء الغربية على المستويات الرسمية و مستوى المجتمعات المدنية المغاربية ؟
 

للأسف مازالت القضية الصحراوية مغيبة في الاعلام الرسمي المغاربي في الأغلب وتتعرض لحملات تشويه ممنهجة ومدروسة في وسائل التواصل الاجتماعي مما يجعل معرفة الشعوب المغاربية ووعيها بجوهر القضية الصحراوية دون المستوى وهنا يقع العبء على الصحراويين وأصدقائهم للمرافعة عن قضية الشعب الصحراوي والدفاع عن حقوقه المشروعة في مواجهة الدعاية المخزنية التي تقدم سردية كاذبة لجذور القضية وتطوراتها.
 

▪︎نضالاتكم تمس قطاعات مهمة و حضوركم متميز جدا ، هل انتم راضون على وفرة القنوات الداعمة للقضية الصحراوية على المستوى الافريقي و المتوسطي؟ 
 

على المستوى الأوروبي هناك شبكة من الجمعيات والفعاليات المتضامنة مع القضية الصحراوية التي تواكب نضال الشعب الصحراوي وتقوم بعمل جدير بالثناء والتقدير، سواء على المستوى الاعلامي أو الإنساني أو الأكاديمي وتتمنى أن تكون هناك حالات مشابهة عل المستوى العربي والافريقي.
 

▪︎مامدى نجاعة القرارات الأوربية في مسألة التجارة و المبادلات التجارية و استغلال الثروات في الصحراء الغربية خاصة و أن المغرب ماض في استغلال مكثف للثروات و حتى المقدرات الثقافية و السياحية في الأقاليم الصحراوية ؟ 
 

حالة اللاجئين الصحراويين تعتبر حالة فريدة ضمن قضايا اللجوء في العالم إذ أنها تعالج كحالة لجوء طارىء رغم امتدادها لعقود من الزمن، وفي ظل للصعوبات الاقتصادية العالمية ومع ظهور بؤر توتر جديدة تتقلص كميات ونوعية المساعدات الانسانية وحجم العناية الموجهة للاجئين الصحراويين وفي واقع الأمر فإن حل هذه المعضلة يمكن في إنهاء أسباب اللجوء وصعوباته من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والعودة إلى ارضه بكرامة.
 

▪︎ نعود لمخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف ، كيف ترون وتيرة العمل الإنساني في المخيمات في ظل توجه منظمات إنسانية و تمركز المساعدات في بؤر توتر أصبحت تنال تغطية إعلامية مركزة في منطقة الشرق الأوسط و حرب روسيا و أوكرانيا مثلا ؟
 

ضمن مجموعة من الكتاب والباحثين الصحراويين نهتم بالقضايا المتعلقة بالمجتمع الصحراوي ومحيطه الاقليمي، وفي هذا السياق اعكف الآن على إعداد طبعة جديدة من كتاب "نظرات في اللهجة الحسانية"، كما أن لدي كتاب تحت الطبع بعنوان" الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية ثراء يتهدده النهب" سيجيب بالتفصيل عن كثير من الاسئلة التي اشرتم إليها في هذا الحوار .


▪︎تهتمون كذلك بالنشر ، في موضوعات مهمة جدا للباحثين و المناضلين و العاملين في السياقات الصحراوية ،هل لنا أن نعرف آخر اصداراتكم أو مشاريعكم ؟


عندما فجر الصحراويون ثورتهم ضد الاستعمار الاسباني كانت الظروف الداخلية والجهوية والدولية المحيطة بالصحراءالغربية أكثر صعوبة وكانت الإمكانيات المادية والبشرية أكثر تواضعا مقارنة بواقعنا الحالي.


عدالة القضية الصحراوية وإيمان الشعب الصحراوي بحقوقه الوطنية واستعداده للتضحية من أجلها هي العوامل المؤثرة في القضية، وأمام تقاعس الأمم المتحدة عن القيام  بدورها في اقرار السلام في العالم في ظل انهيار منظومة القيم التي حكمت العالم بعد الحرب العالمية الثانية يكون الاعتماد على الذات وتطوير أساليب المقاومة وتنويعها هو الفيصل في فرض خيارات الشعب الصحراوي.


التاريخ المعاصر يظهر لنا كيف تنتصر الشعوب المقاومة رغم فارق الإمكانيات وضخامة التضحيات، فقد طردت فرنسا بمقاومة الشعب الجزائري  بعد 132 سنة من الاستعمار وتحررت بلاد الشام من الغزو الصليبي بعد احتلالها لما يقارب 200 عام.


الاحتلال ظاهرة عابرة وهي حتما إلى زوال سواء في الصحراء الغربية أو في فلسطين.

التعليقات (0)