"الاتفاق أو التصعيد": خيارات أوروبا للرد على رسوم ترامب الجمركية

profile
  • clock 26 يونيو 2025, 10:03:14 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

يعتزم قادة دول الاتحاد الأوروبي، الخميس، إبلاغ المفوضية الأوروبية برؤيتهم تجاه كيفية التعامل مع أزمة الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، والتي تزداد تعقيداً مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التاسع من يوليو. ويقف القادة أمام خيارين رئيسيين: إما التوجه نحو اتفاق تجاري سريع يمنح واشنطن شروطاً أفضل، أو المضي في تصعيد النزاع على أمل التوصل إلى تسوية أكثر إنصافاً للاتحاد الأوروبي.

ويبدو أن غالبية زعماء الاتحاد الأوروبي يميلون إلى الخيار الأول، أي إبرام اتفاق سريع، باعتباره السبيل العملي لتفادي تصعيد الحرب التجارية. ويرى مسؤولون ودبلوماسيون أوروبيون أن التوصل إلى اتفاق من هذا النوع يمكن أن يمهّد الطريق لاحقاً لمعالجة الاختلال في الميزان التجاري، وذلك عبر إجراءات تعيد التوازن وتحدّ من الأفضلية غير المرغوب فيها التي تصب حالياً في مصلحة الولايات المتحدة.

تهديدات ترامب التصعيدية

وتزداد ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أوروبا، إذ يهدد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على واردات من الاتحاد الأوروبي، وذلك في حال عدم التوصل إلى اتفاق قبل انقضاء المهلة المحددة. وتشمل هذه الرسوم المرتقبة معظم السلع الأوروبية، ما يزيد من احتمالات اندلاع حرب تجارية مفتوحة بين الطرفين.

رد أوروبي على بوينج

في خطوة مقابلة، قال الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء إنه سيفرض رسوماً جمركية على سلع أمريكية تشمل طائرات بوينج، إذا مضت الإدارة الأمريكية قدماً في فرض الرسوم الأساسية على صادرات أوروبا. وأوضح ستيفان سيجورني، رئيس قطاع الصناعة في الاتحاد الأوروبي، في تصريحات لوكالة "بلومبرغ"، أن الاتحاد سيكون مضطراً للرد وإعادة التوازن في بعض القطاعات الحيوية، إذا أصرت واشنطن على صيغة تجارية غير عادلة.

وتتولى المفوضية الأوروبية مهمة التفاوض التجاري نيابة عن دول التكتل، ومن المقرر أن تطلب من القادة الأوروبيين خلال اجتماعهم في بروكسل تحديد شكل الرد الذي يفضلونه عند حلول الموعد النهائي المحدد من قبل واشنطن.

تفضيل الحل السريع

ورغم رغبة التكتل في التوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين، إلا أن التقديرات تشير إلى تمسك الولايات المتحدة بفرض رسوم شاملة بنسبة 10% على معظم السلع الأوروبية، مع التلويح برفع هذه النسبة إذا ما طال أمد المحادثات. وقد دفع هذا الموقف الأميركي المتشدد عدداً متزايداً من الدول الأوروبية إلى تفضيل الاتفاق السريع، لتجنب المزيد من التصعيد.

تحديات الرسوم الحالية

ويعاني التكتل بالفعل من رسوم جمركية أمريكية قائمة تشمل 50% على الصلب والألمنيوم، و25% على السيارات وقطع غيارها، و10% على غالبية السلع الأخرى. وقد هدد ترامب بمضاعفة هذه النسب ما لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل، ما يعكس استعداد واشنطن لخوض مواجهة اقتصادية أوسع نطاقاً.

ومن المنتظر أن يشارك نحو 23 من زعماء دول الاتحاد الأوروبي في القمة المرتقبة في بروكسل، قادمين من قمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت في لاهاي، حيث سادت أجواء توافق نسبي. ولا يرغب كثيرون منهم في تحويل هذه الأجواء إلى ساحة صراع اقتصادي مع واشنطن.

خيارات الرد الأوروبي

ومن بين الأسئلة المحورية التي ستُطرح على الطاولة الأوروبية هو ما إذا كان من المناسب أن يرد الاتحاد بإجراءات مقابلة على الرسوم الأمريكية. وهناك اتفاق مبدئي داخل التكتل على إمكانية فرض رسوم على سلع أمريكية تصل قيمة وارداتها إلى 21 مليار يورو، غير أن هذا الاتفاق لا يزال نظرياً، ولم يُتخذ قرار نهائي بشأن تنفيذ هذه الإجراءات.

ويجري النقاش أيضاً حول إمكانية فرض حزمة أوسع من الرسوم الجمركية على واردات أمريكية تبلغ قيمتها نحو 95 مليار دولار، وهو ما يثير تبايناً في المواقف بين دول الاتحاد، حيث تميل بعض العواصم إلى تهدئة حدة الرد بدلاً من التصعيد.

ضرائب رقمية مقترحة

من بين الأدوات المقترحة لإعادة التوازن التجاري، تفكر دول الاتحاد في فرض ضرائب على الإعلانات الرقمية، وهي خطوة ستؤثر بشكل مباشر على كبرى الشركات التكنولوجية الأمريكية مثل ألفابت (الشركة الأم لغوغل)، وميتا، وأبل، وإكس، ومايكروسوفت. ويهدف هذا التوجه إلى تقليص الفجوة الكبيرة في الميزان التجاري الرقمي، الذي يصب في مصلحة الولايات المتحدة.

فائض السلع والخدمات

ورغم أن الاتحاد الأوروبي يملك فائضاً تجارياً واضحاً مع الولايات المتحدة في قطاع السلع، إلا أن الميزان في مجال الخدمات يميل لصالح واشنطن، ما يبرز أحد جوانب عدم التوازن في العلاقة التجارية بين الجانبين. ويسعى التكتل إلى تعديل هذا الوضع عبر سياسات أكثر استقلالية وعدالة، دون الذهاب إلى حرب اقتصادية شاملة ما أمكن ذلك.

التعليقات (0)