-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
الإمارات تتوسط في محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا.. اعرف التفاصيل
الإمارات تتوسط في محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا.. اعرف التفاصيل
-
8 مايو 2025, 1:57:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت ثلاثة مصادر مطّلعة إن الإمارات العربية المتحدة فتحت قناة خلفية لمحادثات بين "إسرائيل" وسوريا، في وقت يسعى فيه حكّام سوريا الجدد للحصول على دعم إقليمي لإدارة علاقة تزداد توتراً مع كيان الاحتلال. وتركز هذه الاتصالات غير المباشرة، التي لم يُكشَف عنها من قبل، على القضايا الأمنية والاستخباراتية وبناء الثقة بين سوريا وكيان الاحتلال حيث لا تربطهما علاقات رسمية، وفقاً لشخص على اطلاع مباشر بالموضوع، ومصدر أمني سوري، ومسؤول استخبارات إقليمي.
وأوضح المصدر الأول أن هذا الجهد بدأ بعد أيام من زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات في 13 أبريل، وأن المحادثات تركز حالياً على "مسائل فنية"، دون أن يكون هناك سقف لما يمكن مناقشته لاحقاً. ورداً على سؤال بشأن تقرير "رويترز" حول هذه المحادثات خلال مؤتمر صحفي في باريس، قال الشرع: "تجري مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء لتهدئة الوضع". وكان ذلك أول اعتراف علني منه بهذه الجهود.
وأضاف: "نحن نتحدث إلى جميع الدول التي لها تواصل مع الجانب الإسرائيلي للضغط عليهم لوقف التدخل في الشؤون السورية، وانتهاك المجال الجوي وضرب بعض المنشآت".
نفي رسمي إماراتي
من جهتها، نفت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية ومبعوث الوزير، بشكل قاطع وجود مثل هذه الوساطة. وقالت لـ"رويترز": "الادعاء بأن الإمارات تتوسط في محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل غير صحيح تماماً. الإمارات ليست جزءاً من أي محادثات من هذا النوع".
أما المصدر الأمني السوري فقال إن القناة الخلفية التي تتم عبر الإمارات تقتصر فقط على قضايا أمنية، مع التركيز على عدة ملفات تتعلق بمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن القضايا العسكرية البحتة، لا سيما تلك المرتبطة بأنشطة الجيش الإسرائيلي داخل سوريا، لا تقع ضمن نطاق هذه القناة. وأكد مصدر استخباراتي أن مسؤولي أمن إماراتيين ومسؤولين استخباراتيين سوريين، إلى جانب مسؤولين سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية، يشاركون في هذه الآلية، وقد تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية الوضع.
ولم يصدر تعليق من الرئاسة السورية، بينما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.
الضربات الإسرائيلية الأخيرة
بدأت وساطة الإمارات قبل الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا الأسبوع الماضي، بما في ذلك ضربة استهدفت موقعاً على بعد 500 متر فقط من القصر الرئاسي في دمشق. ولم تتمكن "رويترز" من تأكيد ما إذا كانت الآلية الإماراتية قد استُخدمت بعد تلك الضربات. وتقول "إسرائيل" إن ضرباتها جاءت كرد على تهديدات ضد طائفة الدروز في سوريا، وهي طائفة أقلوية ذات جذور إسلامية وتنتشر في سوريا ولبنان و"إسرائيل".
وأشار مصدر ودبلوماسي إقليمي إلى أن وساطة غير رسمية بين "إسرائيل" وسوريا جرت خلال الأسبوع الماضي عبر قنوات أخرى، دون أن يقدما تفاصيل.
وأدانت الحكومة السورية الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها تصعيد وتدخل أجنبي، وأكدت أن الحكومة الجديدة في دمشق تسعى لتوحيد البلاد بعد 14 عاماً من الحرب.
رسائل تهدئة من دمشق إلى "إسرائيل"
بذل الحكام الجدد في سوريا جهوداً متكررة لإثبات أنهم لا يشكلون تهديداً لـ"إسرائيل"، من خلال لقاء ممثلين عن الجالية اليهودية في دمشق والخارج، واعتقال عضوين بارزين في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي شاركت في هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي قادته "حماس" ضد "إسرائيل". كما أرسلت وزارة الخارجية السورية رسالة إلى وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي، جاء فيها: "لن نسمح بأن تصبح سوريا مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل".
تصاعد المخاوف بين الأقليات
تشن "إسرائيل" ضربات في سوريا منذ سنوات ضمن حملة غير معلنة تهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني وحلفائه، مثل "حزب الله" اللبناني، الذين زادت قوتهم بعد دخولهم الحرب السورية إلى جانب الرئيس السابق بشار الأسد.
وتصاعدت العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر، حيث قالت "إسرائيل" إنها لن تتسامح مع وجود جماعات إسلامية متشددة في جنوب سوريا، وقامت بقصف أهداف عسكرية في أنحاء البلاد، بل ودخلت قواتها البرية إلى الجنوب الغربي السوري.
وكانت "رويترز" قد كشفت في فبراير أن "إسرائيل" مارست ضغوطاً على واشنطن لإبقاء سوريا في حالة من العزلة والتفكك، مستندة في نهجها إلى شكوكها تجاه الشرع، الذي كان يرأس فرعاً من تنظيم القاعدة قبل أن يقطع علاقته به عام 2016.
ورغم أن لدى الإمارات أيضاً تحفظات بشأن التوجه الإسلامي للحكام الجدد في سوريا، إلا أن لقاء الشرع مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد الشهر الماضي كان إيجابياً، وساعد على تهدئة بعض المخاوف لدى أبوظبي، حسبما أفادت المصادر. وذكرت أن الاجتماع دام ساعات، ما أدى إلى تأخر الشرع عن ارتباط آخر.
وأضافت المصادر أن القناة الخلفية مع "إسرائيل" أُنشئت بعد أيام من ذلك اللقاء.
توتر طائفي في السويداء
ترى دمشق في علاقات الإمارات مع "إسرائيل"، التي أُقرت في اتفاق تاريخي بوساطة أمريكية عام 2020، مساراً أساسياً لمعالجة القضايا العالقة مع "إسرائيل"، في ظل غياب العلاقات المباشرة بين الدولتين.
وجاءت الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا بعد أيام من الاشتباكات بين مسلحين من السنة والدروز، إثر تسريب تسجيل صوتي مجهول المصدر يُزعم أنه يسيء للنبي محمد، وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من عشرين شخصاً.
وقد توصلت الحكومة السورية لاحقاً إلى اتفاق مع فصائل درزية في منطقة السويداء، المعقل الرئيس للطائفة، يقضي بتوظيف قوات أمنية محلية من أبناء الطائفة، ما أسهم مؤقتاً في تهدئة التوتر.
وشكلت هذه الاشتباكات أحدث تحدٍ للشرع، الذي تعهد مراراً بتوحيد جميع القوات المسلحة في سوريا تحت بنية موحدة، وحكم البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية طيلة 14 عاماً قبل الإطاحة بالأسد.
لكن أحداث العنف الطائفي، وخاصة مقتل مئات من العلويين الموالين للأسد في مارس، زادت من مخاوف الأقليات من هيمنة الإسلاميين، وأثارت إدانات من قوى دولية.
رويترز









