مساع لإشعال الفتنة

ضابط إسرائيلي يكشف: ندعم مسلحين دروز لفرض واقع جديد في جنوب سوريا

profile
  • clock 6 مايو 2025, 1:00:49 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
قوات إسرائيلية قرب المنطقة منزوعة السلاح في الجولان السوري المحتل (رويترز)

في خطوة تكشف أبعاد التدخل الإسرائيلي المتصاعد في الشأن السوري، كشف الضابط السابق في جيش الاحتلال وعضو منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، حسون حسون، عن دعم عسكري مباشر تقدمه تل أبيب لمسلحين داخل سوريا بهدف خلق ميليشيا درزية مسلحة، في محاولة واضحة لتفجير الوضع الداخلي.

حسون: "نُسلح الدروز في سوريا ولا نخفي ذلك"

وخلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، صرّح حسون، الذي شغل سابقاً منصب السكرتير العسكري للرئيسين شمعون بيريز ورؤوفين ريفلين، بأن إسرائيل "ترسل أسلحة لمسلحين دروز داخل سوريا"، مضيفًا: "لا يوجد ما نخفيه بهذا الشأن... إسرائيل بحاجة لبناء جيش درزي هناك، فالمعنويات مرتفعة والإرادة موجودة"، على حد تعبيره.

ويُعد حسون شخصية ذات نفوذ أمني وعسكري، إذ شغل مناصب في وحدات استخباراتية خاصة وقدم مشورات أمنية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما يعطي لتصريحاته طابعًا رسميًا لا يمكن تجاهله.

الاحتلال الإسرائيلي يعترف بالانتشار جنوب سوريا

وفي بيان عسكري رسمي، أعلن جيش الاحتلال عن تمركزه في مناطق الجنوب السوري، مشيرًا إلى "جاهزيته التامة لمنع دخول أي قوات معادية إلى القرى الدرزية"، في إشارة إلى السويداء ومحيطها. ولفت البيان إلى استمرار متابعة التطورات الميدانية في الجنوب السوري، والاستعداد لأي سيناريو محتمل.

وتحت غطاء مزاعم "حماية الدروز"، شنت إسرائيل في الأيام الأخيرة غارات جوية استهدفت مناطق حيوية داخل سوريا، من بينها محيط منطقة أشرفية صحنايا والقصر الرئاسي في دمشق، إلى جانب محافظة السويداء، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، في تصعيد أثار موجة تنديد داخلي وإقليمي.

رفض شعبي لمحاولات التقسيم: السويداء تتمسك بوحدة سوريا

وفي رد مباشر على تلك التحركات، أصدر مشايخ عقل الطائفة الدرزية ووجهاء محافظة السويداء مساء الخميس بيانًا أكدوا فيه تمسكهم الكامل بوحدة الأراضي السورية ورفضهم لأي دعوات انفصال أو تقسيم، في رسالة واضحة لإسرائيل بأن محاولاتها لا تجد صدى لدى أبناء المحافظة.

ودعا البيان إلى تفعيل دور أجهزة الدولة، خصوصًا وزارة الداخلية والضابطة العدلية من أبناء السويداء، وتوفير حماية لطريق السويداء – دمشق من قبل الجهات الرسمية السورية.

تل أبيب تستغل حالة الفراغ: ما بعد الأسد وتفكك الردع

وتأتي هذه التحركات في سياق سعي إسرائيلي متواصل لاستغلال مرحلة ما بعد الحرب في سوريا. فمنذ احتلال الجولان عام 1967، لم تتوقف تل أبيب عن محاولات فرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري. إلا أن سقوط النظام السوري في مناطق متعددة، وتراجع سيطرته الأمنية، شكّل فرصة لإسرائيل لتوسيع تدخلها المباشر، خصوصاً بعد انهيار عملي لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة مع سوريا عام 1974.

وعلى الرغم من عدم صدور تهديدات مباشرة من الإدارة السورية الجديدة تجاه إسرائيل، فإن جيش الاحتلال يواصل تنفيذ غارات جوية متكررة على مواقع في الداخل السوري، مستهدفًا مواقع عسكرية ومخازن ذخيرة وآليات تابعة للجيش السوري، ما أوقع ضحايا من المدنيين وألحق دمارًا واسعًا بالبنى التحتية الدفاعية السورية.

قراءة ختامية: حرب بالوكالة في الجنوب.. والاحتلال على الخط

تُظهر التصريحات الإسرائيلية والتحركات الميدانية الأخيرة نية واضحة لتأسيس واقع تقسيمي داخل سوريا، عبر تسليح مكونات طائفية وإثارة نزاعات محلية، في ما يمكن وصفه بمحاولة لخلق "حرب أهلية مصغّرة" تُوظَّف لخدمة استراتيجية تل أبيب في تقويض وحدة سوريا وتعطيل أي مشروع إقليمي مقاوم.

التعليقات (0)