-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
"الإخلاء بالإرهاب": نهج إسرائيلي لتفريغ غزة من سكانها
إبادة مستمرة وإصرار على الصمود
"الإخلاء بالإرهاب": نهج إسرائيلي لتفريغ غزة من سكانها
-
15 مايو 2025, 1:53:18 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
تتواصل الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم الـ59 على التوالي، في ظل استمرار ما بات يُعرف بـ"الإبادة المفتوحة"، وسط تجاهل تام لاتفاقات وقف إطلاق النار، وتصاعد لافت في سياسة الإخلاء القسري والتهديد المباشر للمراكز الصحية ومناطق الإيواء.
انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار
رغم الحديث المتكرر عن مبادرات ومقترحات للتهدئة، لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن القصف والاستهداف العشوائي في مختلف مناطق قطاع غزة. فقد شهد اليوم الـ59 من العدوان انتهاكات جديدة لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجازر مروعة في مناطق متفرقة، أودت بحياة عشرات المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
ويؤكد المراقبون أن استمرار المجازر يُشكل دليلاً إضافياً على غياب أي نية لدى الاحتلال لاحترام التعهدات الدولية، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية خانقة نتيجة الحصار والتدمير المستمر للبنية التحتية.
الإخلاء القسري: تهديدات لمستشفى الشفاء ومراكز الإيواء
في تطور خطير، هددت سلطات الاحتلال مستشفى الشفاء في مدينة غزة بالإخلاء الفوري، إلى جانب مراكز الإيواء الواقعة في حي الرمال، والتي تؤوي آلاف النازحين الذين فروا من المناطق الجنوبية والشرقية من القطاع.
هذا التهديد يُعد جزءًا من استراتيجية ممنهجة لتفريغ القطاع من سكانه، حيث تُستخدم وسائل الترهيب والضغط العسكري والنفسي لدفع المدنيين إلى النزوح، رغم غياب أي ممرات آمنة أو ضمانات للحماية.
ووفق مصادر طبية، فإن مستشفى الشفاء يحتضن مئات الجرحى والمرضى، ما يجعل الإخلاء القسري كارثة إنسانية بكل المقاييس، خصوصًا في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
تعكس السياسات الإسرائيلية الأخيرة ما يمكن وصفه بـ"الإخلاء بالإرهاب"، إذ باتت تل أبيب تعتمد على القصف العشوائي والتهديد المباشر والتجويع كوسائل لإجبار السكان على مغادرة منازلهم، بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في القطاع.
ويرى محللون أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، لكنها باتت أكثر وضوحًا في هذا العدوان، إذ تُمارَس بشكل منظم ومتسارع، يشير إلى نية إسرائيلية لفرض وقائع جديدة على الأرض قبل أي حلول سياسية.
وفي ظل غياب ضغط دولي حقيقي، تتسارع وتيرة التهجير القسري وسط صمت العالم، وتواطؤ بعض الأطراف الدولية، ما يضع غزة أمام كارثة غير مسبوقة في تاريخها الحديث.
إبادة مستمرة وإصرار على الصمود
في اليوم التاسع والخمسين من العدوان، لا تزال غزة تنزف، وسط إصرار شعبي على الصمود والبقاء رغم كل محاولات الإبادة والتهجير. ورغم فظاعة الجرائم، يواصل أهالي القطاع تحدي الحصار والنار، متمسكين بحقهم في أرضهم ووجودهم.
إن استمرار الانتهاكات وعمليات الإخلاء القسري يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، لوقف الجرائم ومحاسبة الاحتلال على ما يرتكبه من انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.








