أزمة غذاء ودواء خانقة: نقص حاد وغياب الإمدادات

الأونروا: كارثة إنسانية في غزة وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق

profile
  • clock 17 مايو 2025, 9:15:46 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل تصعيد عسكري واسع النطاق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، شمل هجمات جوية وبرية وبحرية منذ ليلة 17 إلى 18 مارس/آذار، ما أدى إلى عشرات آلاف الضحايا وتدمير شامل للبنية التحتية المدنية، بالإضافة إلى موجات نزوح جماعي غير مسبوقة.

قصف متواصل على المرافق الحيوية ومناطق النزوح

أوضحت الأونروا في تقرير صحفي صدر اليوم السبت، أن المستشفيات والمباني السكنية والمدارس والخيام التي تأوي المهجرين تتعرض لقصف متكرر، ما يضاعف من حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان المدنيون.

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تشديد الحصار المفروض منذ 2 مارس/آذار، والذي منع دخول المساعدات الإنسانية والتجارية، بما في ذلك الوقود والمواد الغذائية والأدوية، لما يزيد عن عشرة أسابيع متواصلة.

تقرير صادم: خطر المجاعة يهدد سكان غزة بالكامل

وفي 12 مايو/أيار، أصدر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)" تقريرًا خاصًا أشار فيه إلى أن جميع سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة الحاد، بعد 19 شهرًا من الحرب المستمرة والقيود الصارمة على المساعدات.

وبحسب التقرير:

500,000 شخص يواجهون خطر المجاعة المباشرة

أكثر من مليون شخص يعيشون في مرحلة الطوارئ

470,000 شخص في مرحلة الكارثة

71,000 طفل دون سن الخامسة معرضون لسوء تغذية حاد، بينهم 14,100 في حالة حرجة

17,000 امرأة حامل أو مرضعة بحاجة لعلاج فوري من سوء التغذية

أزمة غذاء ودواء خانقة: نقص حاد وغياب الإمدادات

أكدت الأونروا أن الحصار أدى إلى نفاد المكملات الغذائية المتخصصة، كما أن 41% من الإمدادات الطبية الأساسية قد نفدت بالكامل، ومن المتوقع نفاد 27% إضافية خلال أقل من شهرين، وسط عجز متزايد في تقديم الخدمات الصحية للمحتاجين.

لازاريني: المساعدات الإنسانية تُستخدم كسلاح حرب

في تصريح صادم، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في مقابلة مع BBC يوم 13 مايو، إن المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء، تُستخدم كسلاح في الحرب، معتبرًا أن ما يجري قد يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وأضاف: "نحن نواجه فظائع جماعية ترقى إلى الإبادة الجماعية".

الأمم المتحدة: إسرائيل تفرض واقعًا غير إنساني

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن إسرائيل "تفرض عمدًا ظروفًا غير إنسانية على المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشيرًا إلى أن نموذج توزيع المساعدات يفتقر لأدنى المعايير الإنسانية ويستثني الفئات الأضعف.

ووصف فليتشر الوضع الحالي بـ:"المهزلة الساخرة والتشتيت المقصود وورقة التوت لمزيد من العنف والتهجير"، متسائلًا: "ما الدليل الإضافي الذي تحتاجونه؟ هل ستتحركون – بشكل حاسم – لمنع الإبادة الجماعية؟"

استهداف ممنهج للقطاع الصحي وتدمير للمرافق الطبية

بحسب تقرير مشترك بين الأونروا ومنظمة الصحة العالمية، تم تسجيل 686 هجومًا على القطاع الصحي منذ بداية الحرب، شملت:

122 منشأة صحية بينها 33 مستشفى

180 سيارة إسعاف

مقتل 910 أشخاص وإصابة 1,380 آخرين في هذه الهجمات

كما أن نحو 300 موظف من الأونروا قُتلوا منذ بدء العدوان.

أوامر تهجير تطال ثلثي قطاع غزة

أشارت الأونروا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر ما لا يقل عن 23 أمر تهجير منذ 18 مارس، شملت 146 كيلومترًا مربعًا من القطاع، ما يعادل أكثر من ثلثي المساحة الكلية، في ظل مؤشرات على تهجير نحو 436,000 شخص إضافي.

كما شمل آخر أوامر التهجير بتاريخ 13 مايو أحياء جباليا، النزهة، تل الزعتر، والسلام، وهي مناطق تضم 26 منشأة تابعة للأونروا. وبهذا، باتت 132 منشأة تابعة للأونروا تحت أوامر الإخلاء أو ضمن المناطق العسكرية الإسرائيلية.

تهجير جماعي غير مسبوق منذ النكبة

وفقًا للأمم المتحدة، تم تهجير 1.9 مليون فلسطيني – أي 90% من سكان قطاع غزة، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، حيث نزح كثير منهم أكثر من عشر مرات، ما يجعل الأزمة الإنسانية في القطاع واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، حتى 14 مايو 2025، بلغ عدد الشهداء 52,928 فلسطينيًا، والمصابين 119,846، بينما تجاوز عدد المفقودين 14,000 شخص.

إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بدعم أمريكي وأوروبي

وفي ختام التقرير، أكدت الأونروا أن إسرائيل استأنفت عدوانها على غزة في 18 مارس/آذار 2025، بعد هدنة قصيرة لم تحترمها، حيث واصلت الجرائم والانتهاكات بدعم أمريكي وأوروبي، في إطار ما وصفته منظمات حقوقية بـ الإبادةالجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني في غزة بلا هوادة.

التعليقات (0)