خطر المجاعة يهدد غزة بأكملها

"الأونروا" تحذر: تصعيد إسرائيلي كارثي في غزة وسط تفاقم إنساني ومخاوف من مجاعة جماعية

profile
  • clock 17 مايو 2025, 1:25:47 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
خطر المجاعة يهدد غزة بأكملها

في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تحذيرات جديدة بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، مشيرة إلى أن العمليات الجوية والبرية والبحرية التي تكثفت منذ ليلة 17 إلى 18 مارس/آذار 2025، تسببت في عشرات الآلاف من الضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية، إضافة إلى موجات نزوح قسري واسعة النطاق.

القصف الإسرائيلي يستهدف كل شيء: من المستشفيات إلى الخيام

أكدت "الأونروا" في تقريرها الصادر اليوم السبت أن الهجمات الإسرائيلية لا تستثني أي مرفق مدني، حيث تتعرض المستشفيات والمباني السكنية والمدارس وحتى الخيام التي يلوذ بها المهجرون للقصف المستمر، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني الذي يواجهه سكان القطاع المحاصر.

خطر المجاعة يهدد غزة بأكملها

في تطور خطير، كشف تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC) الصادر في 12 مايو/أيار، أن جميع سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة الحاد، نتيجة النزاع المستمر منذ 19 شهرًا، والقيود المشددة على دخول المساعدات. وذكر التقرير أن نحو نصف مليون شخص معرضون للمجاعة، فيما يعيش أكثر من مليون شخص في مرحلة الطوارئ الغذائية.

ويُتوقع أن يعاني نحو 71,000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد بين مايو 2025 وأبريل 2026، منهم حوالي 14,100 في حالة حرجة، إلى جانب 17,000 امرأة حامل أو مرضعة بحاجة إلى تدخل غذائي عاجل.

نقص حاد في التغذية والعلاج وسط حصار محكم

أوضحت تقارير الأمم المتحدة أن الحصار الإسرائيلي الذي بدأ في 2 مارس/آذار أدى إلى نفاد المكملات الغذائية العلاجية، ما جعل آلاف الأطفال عرضة للموت بسبب سوء التغذية. وقد كشفت الفحوصات التي أجرتها "مجموعة التغذية" على 60,000 طفل، عن إصابة 2,500 منهم بسوء تغذية حاد، من بينهم 169 حالة شديدة، في تضاعف لافت مقارنة بشهر فبراير الماضي.

لازاريني: الغذاء يُستخدم كسلاح في الحرب

في تصريحات صادمة، قال المفوض العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، في مقابلة مع BBC بتاريخ 13 مايو، إن المساعدات الإنسانية تُستخدم كسلاح حرب من قبل إسرائيل، محذرًا من أن هذه الممارسات قد تشكل جريمة حرب وفقًا لمحكمة العدل الدولية، ووصف ما يحدث في غزة بأنه فظائع جماعية ترقى إلى الإبادة الجماعية.

الأمم المتحدة: إسرائيل تفرض ظروفًا غير إنسانية متعمدة

وفي جلسة لمجلس الأمن، أشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إلى أن إسرائيل "تفرض عمدًا ودون خجل ظروفًا غير إنسانية على سكان غزة"، مشددًا على أن نموذج توزيع المساعدات الحالي غير كافٍ ويستثني الفئات الأضعف. ووصف فليتشر الوضع في القطاع بأنه "مهزلة ساخرة وورقة توت لشرعنة التهجير والعنف"، داعيًا إلى تحرك دولي حاسم لوقف الإبادة الجماعية.

استهداف واسع للقطاع الصحي وتدمير ممنهج للبنية التحتية

أظهر تقرير مشترك بين "الأونروا" ومنظمة الصحة العالمية، تسجيل 686 هجومًا على منشآت القطاع الصحي منذ أكتوبر 2023، من بينها 122 منشأة صحية و33 مستشفى و180 سيارة إسعاف، أسفرت عن مقتل 910 أشخاص وإصابة 1,380 آخرين.

وتعاني "الأونروا" من نقص حاد في الإمدادات الطبية، حيث نفدت 41% من المواد الأساسية، وتُتوقع نفاد 27% إضافية في غضون شهرين.

منع موظفي "الأونروا" الدوليين واستمرار الخدمات عبر الطواقم المحلية

بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي لقوانين تمنع "الأونروا" من العمل في الأراضي الفلسطينية، تم حظر دخول جميع الموظفين الدوليين إلى غزة، فيما يواصل نحو 12,000 موظف فلسطيني محلي تقديم الخدمات داخل القطاع، بالإضافة إلى أكثر من 4,000 موظف في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

أوامر تهجير جماعية تطال ثلثي غزة

منذ 18 مارس/آذار، أصدرت القوات الإسرائيلية أكثر من 23 أمر تهجير شملت مناطق تُقدّر مساحتها بـ146 كم²، أي ما يعادل أكثر من ثلثي مساحة قطاع غزة. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 90% من سكان غزة - نحو 1.9 مليون شخص - نزحوا خلال الحرب، والعديد منهم اضطر إلى النزوح لأكثر من عشر مرات.

ضحايا "الأونروا" في تزايد والمنشآت تحت القصف

حتى 13 مايو/أيار، تم تسجيل 842 حادثًا أثّر على منشآت وسكان "الأونروا"، منها 311 منشأة تضررت بشكل مباشر وبعضها تعرض لأكثر من هجوم. وتشير التقديرات إلى أن 767 شخصًا على الأقل قُتلوا أثناء احتمائهم في منشآت الوكالة، وأُصيب 2,419 آخرون.

أرقام مفزعة لضحايا الحرب: إبادة جماعية مستمرة

منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 مارس 2025، بعد توقف دام شهرين، وحتى 14 مايو، ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 52,928، فيما تجاوز عدد الجرحى 119,846، إلى جانب أكثر من 14,000 مفقود، معظمهم من النساء والأطفال، في واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

التعليقات (0)