وداعًا محمود.. الروح باقية والأثر لا يُمحى

استشهاد الفنان الإنساني محمود شرّاب في قصف إسرائيلي استهدف خيمته بخانيونس

profile
  • clock 21 يونيو 2025, 2:17:57 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الفنان الإنساني محمود شرّاب

محمد خميس

في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة، استُشهد الفنان الكوميدي والناشط الإنساني محمود خميس شرّاب، صباح اليوم السبت، إثر قصف استهدف خيمته في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوبي القطاع، ما أسفر أيضًا عن استشهاد عدد من أفراد عائلته.

رمز الأمل والمبادرة في زمن الحرب

لم يكن محمود شرّاب مجرد فنان يرسم البسمة على الوجوه المكلومة، بل كان مبادرًا إنسانيًا حمل الأمل في أحلك الظروف. عُرف بروحه المرحة ومساهماته المجتمعية، وسعيه الدائم لتقديم المساعدة للنازحين والفقراء والمتضررين من العدوان الإسرائيلي.

في خيمته التي تحولت إلى مأوى للأمان والطمأنينة وسط ركام الحرب، قضى محمود بينما كان يناقش مع أسرته أفكارًا جديدة لمبادرات تطوعية لخدمة أبناء شعبه في ظل المجازر المتواصلة.

منشور وداعي قبل الاستشهاد بساعات

قبل استشهاده بساعات، كتب شرّاب على صفحته عبر "فيسبوك" منشورًا تحدث فيه عن توزيع مياه الشرب للنازحين، مؤكدًا إصراره على الاستمرار في خدمه الناس، رغم المخاطر والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها القطاع منذ شهور طويلة.

استهداف مباشر... وخيمة تحولت إلى ركام

وبحسب روايات شهود عيان ومقربين، فإن طائرات الاحتلال استهدفت خيمته بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاده رفقة حماته وشقيق زوجته، في جريمة جديدة تكشف وحشية آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تفرّق بين مقاتل وفنان أو بين مقاوم ومبادر مدني.

تحولت خيمة المحبة والسلام التي جمعت الناس إلى ركام يختصر مأساة غزة كلها: إنسانية مستهدفة، ومبادرات تُقصف، وأمل يُغتال في وضح النهار.

55 ألف شهيد منذ بدء الحرب.. والمجزرة مستمرة

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 55,706، معظمهم من النساء والأطفال، في حين تجاوز عدد الجرحى 130 ألفًا، في ظل صمت دولي مخزٍ وعجز عن وقف المجازر.

وداعًا محمود.. الروح باقية والأثر لا يُمحى

برحيل محمود شرّاب، يفقد الشعب الفلسطيني وجهًا إنسانيًا مشرقًا تحدّى الموت بالأمل والفن والخير. لم يكن صوته مسموعًا في المسارح فقط، بل كان نداء حياة في مخيمات النزوح، ورفيقًا للأطفال الذين سُرقت طفولتهم.

اغتيل الجسد، لكن الروح ستبقى حاضرة في ذاكرة كل من عرفه، وفي كل مبادرة خيرية ستُولد من رحم الحصار والعدوان، وفي كل ضحكة رسمها على وجهٍ حزين ذات يوم.

التعليقات (0)