تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن بيانات صادمة تفيد بانتحار 18 جنديًا من صفوف جيش الاحتلال منذ مطلع عام 2025، في تصاعد مقلق لمعدلات الانتحار التي تؤكد وجود أزمة داخل المؤسسة العسكرية التابعة للكيان الصهيوني.

ضغوط نفسية ومجتمعية تؤجج الأزمة

وبحسب تقارير إذاعية ومصادر أمنية إسرائيلية، فإن معظم الحالات تعود لأسباب تتعلق بالضغوط النفسية الناتجة عن الخدمة الميدانية، إضافة إلى عوامل مجتمعية داخلية تعكس ضعفًا في منظومة الدعم النفسي المقدّمة للجنود. وتشير التحليلات إلى أن بعض الجنود المشاركين في عمليات العدوان الأخيرة على قطاع غزة واجهوا صدمة نفسية شديدة أثّرت على سلوكهم وانتمائهم الوظيفي.

غياب الاحتواء يفاقم المشكلة

على الرغم من المحاولات الرسمية لتحسين ظروف الخدمة داخل وحدات جيش الاحتلال، فإن المنظمات الحقوقية في الداخل الإسرائيلي تؤكد أن هناك قصورًا في آليات التدخل النفسي والدعم السلوكي، حيث لا يحصل الجنود على الإرشاد الكافي للتعامل مع الأزمات الشخصية، خصوصًا أولئك الذين يخدمون ضمن الوحدات القتالية في المناطق الحدودية أو ضمن مهام الاستطلاع والاشتباك المباشر.

أصوات من الداخل تُحمّل القيادة العسكرية المسؤولية

في بيان نشرته إحدى الجمعيات المختصة بمتابعة الصحة النفسية في الجيش، ورد ما يلي:

"المؤسسة العسكرية في الكيان الصهيوني مطالبة بتحمّل المسؤولية عن هذه الظاهرة، فالأعداد المتزايدة تشير إلى فشل واضح في توفير بيئة آمنة وصحية للجنود."

ويأتي هذا التصاعد في معدل الانتحار وسط تحديات متزايدة يواجهها جيش الاحتلال على عدة جبهات، مما يثير تساؤلات حول جاهزية النظام العسكري للتعامل مع أبعاده النفسية والإنسانية. وفي وقت تصر فيه القيادة السياسية على مواصلة مسار العدوان في الإقليم، تشير هذه الأرقام إلى أن الثمن لا يُدفع فقط على حدود المعارك، بل داخل النفوس التي تنهكها الأوامر والصراعات الداخلية.